لا أحد يمكنه أن ينكر الدور الذي يقوم به قطاع الفنون التشكيلية في الحركة التشكيلية ودعم الفنانين بإتاحة قاعات العرض لاستضافة المعارض الفنية، وذلك رغم وجود عدد من الثغرات التي يجب القضاء عليها، ويسعي القطاع علي مدار العام لتقديم مجموعة متنوعة من المعارض والأنشطة الموازية بما في ذلك الندوات والورش الفنية بخلاف الفاعليات التشكيلية الكبري مثل صالون الشباب والمعرض العام ومعرض فن الجرافيك القومي المُقرر افتتاحه في يناير2016. ومع بداية الموسم الجديد في شهر سبتمبر الماضي قدم القطاع عددا من الأنشطة الفنية المهمة نذكر منها عرضاً مميزاً لأعمال الفنان الرائد الكبير حبيب جورجي (1892 - 1965) ومدرسته الفنية المتفردة وذلك بقاعة محسن شعلان (أبعاد سابقاً) بمتحف الفن المصري الحديث بساحة دار الأوبرا، وذلك في ظل اهتمام قطاع الفنون التشكيلية بتكريم الرواد والرموز ممن أثروا الحركة التشكيلية المصرية وأسهموا بدور جليل في مسيرتها علي محاورها المختلفة إبداعياً وإكاديمياً . والفنان "حبيب جورجي" ينتمي إلي جيل الرواد العظام الذين تركوا بصماتهم قوية ومؤثرة علي مسيرة الحركة الفنية التشكيلية المصرية والعربية.. ويُعد أحد أهم الرموز التي وضعت اللبنة الأولي لمنهجية التربية الفنية من خلال تجربته الذاتية مع الأطفال التي غيرت فكرة ومفهوم تدريس مادة الرسم في التعليم الاساسي كما كان للفنان دور هام في ازدهار الحركة التشكيلية في مصر مع أبناء جيله .. حيث أسس عددا من الجماعات الفنية منها "جماعة الرسم بالألوان المائية" و"جماعة الدعاية الفنية" ... ولقد ساهمت هذه الجماعات بشكل كبير في نشر وتقديم الفن التشكيلي في مصر ورعاية مبدعيه خاصة في فترة منتصف القرن العشرين .. كذلك نظم القطاع خلال شهر نوفمبر الماضي معرض مراسم وكالة الغوري بمركز كرمة بن هانئ الثقافي والذي نظمته الإدارة المركزية لمراكز الإنتاج الفني وشارك به 42 فنانا وتتنوع الأعمال ما بين تصوير زيتي، ونحت، وخزف، ورسم والتي أتاحت فرصة لرؤية تجارب فنية ثرية إبداعياً وفكرياً وبصرياً تجسدها وجهات النظر المتنوعة والمختلفة للفنانين حول مفهوم الجمال.. ويقام هذا المعرض بشكل سنوي بهدف عرض إنتاج الفنانين علي الجمهور من محبي الفن التشكيلي .. كما تم عرض أعمال الفنانين الذي رحلوا عن عالمنا من فناني مراسم وكالة الغوري مثل الفنان محسن شعلان، والفنان سيد محمد سيد. وربما واحد من المعارض المتميزة التي شهدها القطاع أيضا خلال شهر نوفمبر الدورة الثالثة من "صالون العرض الأول " بقاعات العرض بمركز سعد زغلول الثقافي بحضور عدد كبير من الفنانين التشكيليين وخاصة الشباب والجمهور. حيث يؤكد صالون العرض الأول عاماً بعد عام أهمية منح المزيد من الفرص للشباب لا سيما في بداية مشوارهم الفني كبادرة من المؤسسة الراعية للحركة التشكيلية تشعرهم باهتمامها بهم وبتمكينهم من تقديم أنفسهم وعرض مشاريعهم وتجاربهم الفنية، والتي من خلالها يمكن أن تتشكف للجمهور والنقاد إرهاصات مواهب فنية حقيقية تمتلك تجربة إبداعية واعدة لهم ولنا ولمستقبل الحركة التشكيلية في مصر. وقد شارك في هذه الدورة 37 فنانا وفنانة من حديثي التخرج عرضوا أعمالهم في مجالات التصوير، والتجهيز في الفراغ، والجرافيك، والنحت، والرسم، والفيديو، والديكور، والموضة، الأفلام القصيرة، والتصميم. وتميزت الأعمال بالتنوع في الرؤي والأساليب والمجالات أكدوا بها أحقيتهم في هذه الفرصة الهامة لإثبات الذات وتقديم أنفسهم بالشكل اللائق أمام المتخصصين والجمهور كخطوة أولي سيكون لها مردودها الإيجابي في تدعيم ثقتهم بأنفسهم وبموهبتهم للتواجد والمُشاركة بفاعلية في الحركة التشكيلية مستقبلاً .. وربما يجب التوقف عند كل تلك الأنشطة التي يقوم بها القطاع لدعم شباب الفنانين والنشء وكذلك الأطفال ربما من خلال الورش الفنية المختلفة أو بتلك المعارض المعنية بهم ، فبخلاف صالون العرض الأول لا يمكن إغفال الدور الذي يقوم به صالون الشباب في دعم شباب الفنانين واكتشاف المواهب الجديدة ، وكانت الدورة السادسة والعشرون من صالون الشباب انطلقت مساء 11 أكتوبر2015 بقصر الفنون بمشاركة 149 فنانا شابا حتي سن الخامسة والثلاثين وضم سيناريو العرض 166 عملاً فنياً في مختلف مجالات الفن التشكيلي. كذلك كان القطاع قد نظم في وقت سابق معرض " بشاير فن " الذي استضافه مركز الجزيرة للفنون بالزمالك لأعمال 150 طفل وشابا تتراوح أعمارهم ما بين 5 سنوات وحتي 21 سنة، وضم أكثر من 250 عملاً فنياً في مجالات الرسم، والتصوير، والخزف، لأطفال مدرسة دار التربية وكذلك لطلبة كلية التربية الفنية. كما استضاف قصر الفنون معرض مسابقة ومهرجان "لون" والذي تم تنظمه بالتعاون بين الهيئة العامة لقصور الثقافة وقطاع الفنون التشكيلية للعام الرابع علي التوالي، وهذا المهرجان معني بالأطفال من سن السابعة وحتي السادسة عشرة. وضم المعرض إبداعات الأطفال التي أنتجوها في رحاب مشروع أتوبيس الفن الجميل.. ومشروع أتوبيس الفن الجميل هو أحد مشاريع الهيئة العامة لقصور الثقافة ويقام تحت إشراف الفنانة ماجدة صقر، وهو موجه بالأساس إلي أطفال قري ونجوع مصر المختلفة ليفتح مداركهم لمادة فنية وثقافية. وخلال حفل توزيع الجوائز بدار الأبرا أشار محمد عبد الحافظ الي أن أتوبيس الفن الجميل استطاع أن يجوب محافظات مصر ليكون كشاف لمواهب الأطفال ليصبحوا باكورة فنانين تشكيليين كبار. وقد تزايد عدد الأطفال المشاركين في المسابقة عام بعد عام ، حتي وصل هذا العام الي 900 طفل شاركوا بعدد كبير من اللوحات، ثم تم تكوين لجنة لتصفية الأعمال والتي استبعدت الأعمال التي تدخل فيها الكبار حتي وصلت الي 655 لوحة ، وقد تم اختيار 25 لوحة فائزة منهم 10 لذوي الاحتياجات الخاصة وعشرة للأطفال الآخرين، ، إضافة لتقديم جوائز مالية قدرها 1000جنيه من الفنانين حيث أهدي د. خالد سرور جائزته للطفل أنس محمد سيد، والفنان د. أيمن السمري للطفل مهند شريف سعد ، والفنان محمد عبلة للطفل عمر مصطفي محمود ، إضافة لجائزة البوستر والتي فاز بها الطفل أشرف عبد القادر والطفلة ملك عادل ، وجائزة غلاف الكتالوج للطفل عبد العزيز طارق . ولعل أحد الأمور المهمة المرتبطة ببرنامج القطاع هو نشر الفنون في محافظات مصر المختلفة من خلال قاعات العرض التي تقع بعيدا عن العاصمة، ومنها قاعة دار ابن لقمان بمتحف المنصورة القومي، وقاعة القارب بمتحف النصر للفن الحديث ببورسعيد، فخلال شهر نوفمبر الماضي مثلا شهدت قاعة دار ابن لقمان الصالون التاسع عشر لفناني نقابة التشكيليين وأصدقائها بالدقهلية، أما قاعة القارب فقد شهدت معرضا جماعيا لشباب نادي الكاميرا ببورسعيد. وربما كانت الندوات التي ينظمها القطاع أيضا من الأمور المهمة ومنها علي سبيل لا الحصر فيلم وندوة عن إبداعات النحات المصري مصطفي نجيب التي استضافها مركز سينما الحضارة للناقد د.ياسر منجي خلال شهر سبتمبر الماضي، إضافة إلي ندوة نقدية مصاحبة للمعرض الجماعي "بانوراما بصرية" للفنان أحمد خضير بمتحف النصر للفن الحديث ببورسعيد، كما استضاف مركز الجزيرة للفنون كذلك عدة ندوات منها ندوة مصاحبة لمعرض "بشاير فن" تحدث فيها كل من د.فرغلي عبد الحفيظ ود.إيمن السمري، واستضاف المركز أيضا ليلة في حب د. عايدة عبد الكريم، وندوة عن قناة السويس في ثوبها الجديد ، أما متحف الفن المصري الحديث فقد استضاف ندوة بعنوان "فنون ما بعد الحداثة في مصر والعالم " تحدثت فيها د. هويدا السباعي. وخلال شهر أكتوبر احتفي صالون محمود سعيد الثقافي بالرمزية في أعمال الفنان عبد الهادي الجزار، أما في نوفمبر فقد تناول الصالون موضوع "مرحله التصوف عند محمود سعيد" تحدثت فيها د. ريم حسن. وكان قصر الفنون قد استضاف عدة ندوات مهمة علي هامش صالون الشباب ومنها ندوة "مساحه للمبدعين في صالون الشباب 26 " واستعراض لأعمال الفنانين الشباب، وكذلك ندوة "معايير الرؤية ، والتحكيم في صالون الشباب 26 " تحدث فيها كل من أ/ خالد ذكي قومسير الصالون وأ.د/ محمد اسحق عضولجنه التحكيم، ود. البلشي عضولجنة اختيار الأعمال، أما المتحف المصري للفن الحديث فقد استضاف في ذات الموضوع ندوة "شباب الصالون ال26 "تحدثت فيها الفنانة دعاء عبد الواحد، والفنان شيرين البارودي ، كما استضاف أيضا ندوة آخري عن العمل الفني المركب والتجهيز في الفراغ "تحدث فيها د. عادل ثروت وبخلاف المعارض الجماعية فإن المراكز ذات قاعات العرض المتعددة مثل مركز الجزيزرة للفنون ومركز سعد زغلول الفني ، تتيح الفرصة للمشاهد للتجول بين أكثر من معرض في ذات التوقيت ، وربما كان واحدا من الأنشطة التي استهل بها د. خالد سرور رئاسته للقطاع هو افتتاحه أربعة معارض تشكيلية متنوعة المجالات يوم 8 ديسمبر بمركز سعد زغلول الثقافي بمتحف بيت الأمة كان من بينها معرض استيعادي للفنان للراحل أحمد كمال (تصوير ورسم)، ومعرض للفنانة مؤمنة كامل (مزججات خزفية)، ومعرض للفنانة مني مدحت (جرافيك)، ومعرض (نحت) للفنان أيمن فرغلي (من ذوي الاحتياجات الخاصة) تكريماً له علي مشاركته المتميزة بالدورة الخامسة لصالون الفن الخاص.