نظم المجلس الأعلي للثقافة بالتعاون مع المركز القومي للترجمة وورشة الزيتون, الاثنين الماضي, احتفالية لتأبين الكاتب والمترجم الراحل خليل كلفت. أدار الندوة الشاعر والناقد شعبان يوسف الذي تحدث عن الراحل الذي ترك آثاراً فكرية كبيرة "لقد كان خليل كلفت أديباً ومفكراً ومترجماً وسياسياً ومناضلاً قضي سنوات عمره في البحث وراء الحقيقة والشغف بالمعرفة. بدأ كلفت حياته أديباً ونشر عدة مقالات أدبية في منتصف الستينات بالتحديد في مجلة الآداب اللبنانية وكان وقتها في الخامسة والعشرين من عمره. منذ عام 1969 وحتي عام 1982 هجر كلفت الأدب أو هكذا أري، حيث غير خليل وجهته وترك اسمه الحقيقي وبدأ يكتب تحت اسم صالح محمد صالح وقدم عددا كبيرا من الدراسات السياسية والفكرية تحت هذا الاسم الجديد وقد كتب خليل عدة كتب هامة أشهرها علي الإطلاق وأهمها كتاب "الإقطاع والرأسمالية الزراعية في مصر". يشير شعبان هنا إلي أن خليل كلفت له 25 كتابا كتبهما تحت اسمه المستعار صالح محمد صالح في بيروت ولم يعد نشرهما حتي الآن مضيفاً "وأنا أهيب بالهيئات الثقافية المصرية بضرورة نشر هذه الكتب العظيمة". أما الدكتورة أمل الصبان أمين عام المجلس الأعلي للثقافة, قالت: " إن المرحوم الراحل خليل كلفت كان مثقفا وكاتباً ومترجما، لقد كان مولعاً باللغة والترجمة وكان منشغلاً بمعضلة الترجمة في الوطن العربي التي تتلخص في تردي أساليب أغلب المترجمين وعدم إلمامهم بقواعد الترجمة بالإضافة إلي بطء اللغة في التقدم بشكل ديناميكي. من جانبه قال الدكتور أنور مغيث مدير المركز القومي للترجمة :"لقد كان لكلفت تأثير واسع علي جيلنا فقد كان يناقش اللافتات التي ترفعها القوي السياسية ولعل ذلك هو ما دفعه لتعلم اللغات ومن أجل الرغبة في فهم العالم استطاع تعلم اللغتين الانجليزية والفرنسية التي ترجم عنهما وقد صدرت له كتابات متنوعة وكثيرة. كان يترجم نصوصاً بهدف المتعة والإمتاع كما ترجم عن أدباء أمريكا اللاتينية وبعض كتب الأساطير الغربية وأيضاً نصوص هامة بغرض التنوير ونشر الثقافة فقد كان غزير الإنتاج في الترجمة، . أمير سالم الصديق الشخصي للراحل خليل كلفت قال :" لقد تعرفت بالراحل وأنا في الثانية عشرة من عمري وكانت علاقتنا قوية ومعقدة وكان معنا يحيي الطاهر عبدالله وابراهيم فتحي وآخرون وكان النقاش يدور حول موضوعات صعبة للغاية. بدأت علاقتي معه بمشكلة كبيرة معه فقد تجرأت في يوم ما وقدمت قصة قصيرة له فمارس نقداً حاداً علي فاشتبكت معه باعتبارها إهانة لي وكانت هذه هي بداية علاقتنا واستمرت إلي أن توفاه الله. كنت شاهداً علي جاليري 68 التي أصدرها خليل ورفاقه رداً علي هزيمة يونيه وكان ذلك بخلاف المجهود الثقافي الذي كان علي أشده. لقد استطاع هؤلاء أن ينزلوا من الأبراج العاجية للمثقفين إلي الشارع والاختلاط بالواقع فحولوا ما هو خيالي إلي ما هو واقعي فحدثت نقلة سياسية كان لها دور رئيس في الحركة الطلابية عام 1968 في وقت كان الخناق شديداً علي الفكر والشيوعي منه بالذات فاستطاع هؤلاء تأسيس حزب العمال الذي يعتبر أقوي تنظيم يساري سري في تاريخ التنظيم اليساري في مصر. كانت علاقتي بخليل إنسانية جداً وخاصة جداً وامتدت عقود من الزمان".