أقامت مكتبة ديوان بالزمالك أمسية ثقافية ، الأحد الماضي، لمناقشة أحدث أعمال الكاتب باسم شرف "يا سلمي أنا الآن وحيد". أدار الأمسية الإعلامي خالد تليمة وبدأت بقراءة من الكتاب قدمتها الإعلامية بثينة كامل:"النهايات أحيانا تجبرك علي احترام البدايات..وتخبرك بأنها ليست خسارة بائسة ولكنها شهوة البحث عن بدايات أخري تليق بك". باسم تحدث عن كتابه الذي استغرقت كتابته خمس سنوات وقال: "خلال الخمس سنوات الماضية حدثت هزة عنيفة فيما يحدث من حولي جعلتني أغير الكثير من قناعاتي وأعيد التفكير في أشياء كنت أريد الكتابة عنها ولكنني عدلت عن ذلك. أحب دائماً في كتاباتي أن أهتم بالنسق والبناء وأيضاً تطور اللغة الخاصة بي في الكتابة, وقد كان الكتاب في البداية يحوي 147 نصاً تم تصفيتهم إلي 40 نصاً فقط واهتممت كثيراً بترتيب أجزاء الكتاب فاستغرق ذلك مني نحو ستة أشهر في عزلة تامة كي أجد خيطاً يربط الحكايات فيحدث تتابعاً بين الأحداث وبعد أن أنهيت الكتاب وأتممت كل شيء فيه عاودت فتحه من جديد بعد وفاة والدتي. كل ما شعرت به كتبته من خلال الشخصية التي تتلقي الرسائل في الكتاب وأود أن أكون قد نجحت في توصيل فكرتي للناس كما تمنيت". تحدث بعد ذلك الروائي طارق إمام, فقال :"أعرف باسم منذ سنين وكنت أظن أنه كلما زادت سنوات الصداقة زادت قدرتي علي قراءة نصوص صديقي ولكن مع باسم حدث العكس فكلما توطدت صداقتنا صار من العسير علي قراءة نصوصه, كتابة باسم تشبهه فهو شخص مفاجيء وكذلك كتابته. لقد تعرفت إلي باسم في حوالي عام 2002 وكان يعرض كتاباته المسرحية داخل وخارج مصر وقلت في نفسي أن هذا الكاتب المسرحي عندما يفكر في طباعة كتاباته المسرحية فلن تلقي صدي لأن الكتابة المسرحية قد شح جمهورها بشكل لافت ولكن عندما أصدر باسم كتابه "جزمة واحدة مليئة بالأحداث" فوجئنا بنفاد الطبعة الأولي ثم الثانية وها هو هذا الكتاب الصغير في الحجم الكبير في القيمة قد لاقي رواجاً ودفع الناس إلي قراءته ولأن الكتاب كان مختلفاً في شكل كتاباته المسرحية فهناك من كتب عنه باعتباره مجموعة قصصية وهناك من رأي فيه قصائد وهناك من أنكر علي باسم الكتابة المسرحية". وأضاف:"نعم تفاجأت بالكتاب الثاني لباسم شرف إذ كان مجموعة قصصية بعنوان "كفيف لثلاثة أيام" وتناقشنا حولها وعالج فيها قصصه بطريقته الخاصة بشكل مختلف تماماً عن السائد وقبل صدور الكتاب الجديد الذي نحتفل به اليوم كان يتحدث معي عن فكرة ديوان شعري يتفرغ له واذا بي أجده يرسل لي رسالة علي الفيس بوك فيها نص كتابه الجديد وهذا الكتاب لم يتم تصنيفه كي تستطيع القياس عليه فلا هو مسرح كي تدرس علاقته بالمسرح ولا هو رواية كي تقيسه بالروايات ولا هو قصص. وجدته كتابا متروك للقاريء تحديد نوعه بحسب ما يتراءي له علي أساس علاقة القاريء به. لقد حاولت قراءته علي أنه ينتمي لأدب الرسائل ولكن وجدت الموضوع شائكاً جداً لأنه ليس فناً سائداً في أدبنا العربي فدائماً ما تظهر الرسالة بعد وفاة الكاتب حين يأتي من ينقب ويبحث ويخرج علينا بالرسائل الخاصة بالكاتب. واختتم:"الرسالة هي فن القاريء فعندما نقرأ رواية نضع أنفسنا مكان الكاتب وفي حالة ديوان الشعر مكان الشاعر ولكن في الرسالة نضع أنفسنا مكان المتلقي ودائماً ما تحتوي الرسالة علي فكرة السر فلا ثالث للاثنين اللذين يتبادلان الرسائل فالرسالة هي علاقة بين شخصين وهو ما حاول باسم فعله في الكتاب ولكنه قام بهذه العلاقة في العلن في رسائله إلي سلمي التي لن نعرف عنها سوي اسمها فقط لأنها فضاء مفتوح للجميع فهي تحتمل كل الطبقات وهي عابرة للحد الثقافي المعين جداً فهي عابرة لفكرة دورها أيضاً فهي حبيبة وابنة وصديقة وأم. هذا الكتاب يحوي رسائل متخيلة وليست حقيقية لم تكتب في الواقع لشخص ولكنها كتبت من أجل الجميع".