يشحذ نصل السكين . تتعانق راحة يداهما.وبسبابة يده الأخري يُخضع النصل لبطش المِسَنٌ الدوار.! اللقاء عنيف . يتوالد عنه شررا كثيفا يشبه إلي حد كبير تلك الومضات الناتجة عن الألعاب النارية. خاصة إذا كان المِسَنٌ كهربائيا ، أما إذا كان رمليا، فجلبته شديدة ،ينفث معه طينا من حمأ مسنون. بين الحين والحين تُرفع السبابة عن النصل لتمنحهما راحة قسرية قصيرة ؛ يتمكن معها من تغيير وضعية السكين يمنة ويسرة ،ويتجدد اللقاء ،لا تدري أو تدرك من يشحذ من؟! السكين أم المِسَنٌ أم السنان !. الحركة أفقية فقط للسكين،ودائرية للمِسَنٌ ، أما الرجل فراسخ كجذع شجرة ،لا تعرف قدماه جلوسا قط.! قليل من الماء تقلل حرارة اللقاء،وتشقق يد الصانع! الذي يتحسس بعينه وإبهامهُ حدة النصل . فمن يشحذ من ؟! . الحناء علاج للإيدي المتآكلة بفعل الماء والبكتريا ،والقدمان يكفيهما جورب طبي طويل ؛لوقف نزيف الشرايين،أما الشررالمتطاير الساكن في العينين؛فيتم اصطيادهُ بمنديل ورقي تم تحويره ليصبح جفتا رقيقا يناسب حساسية المسكن ودقة ساكنيه. سرعة دوران المِسَنٌ تشبه حركة الأيام ،نهار يتبعهُ نهار. تشبه نحر البحر تأخذ أكثر مما تعطي ،حجم السكين يتلاشي ،كذا قطر المِسَنٌ ، وصحة الإنسان! وبعد أعوام قليلة .. سريعة يتناثر معها المِسَنٌ شررا في الهواء،أو يترسب طينا علي وجه وسترة السنان ، والتي كلما ارتفع عليها الصدأ شعرت بأن صاحبها نفسه قد قُد من حجر.