"إلي ابنتنا، صديقتنا، زميلتنا.. شيماء الصباغ. من اتخذتنا أباً وأماً لها فأطلقنا عليها اسم "كدِيسة" أي قطة بالنوبية. نحتسبك شهيدة عند الله." بهذا الإهداء يبدأ الروائي حجاج أدول روايته الجديدة "كديسة"، ويفسر للقارئ عنوانها في آن. الرواية الصادرة عن دار العين مؤخراً، تنطلق الرواية من الحملات الصليبية وتحديداً حملة لويس التاسع علي مصر، حيث يقابل القارئ الفارس كلود بن فيكتور القادم من مرسيليا، والذي وقع في الأسر لسنوات أربع، قبل العودة لبلاده، وفي الفصل الثاني يتمحور السرد حول كلود الثاني - أحد أحفاد كلود الأول - الذي قضي في الأسكندرية فترة عشق فيها "بسبوسة". ثم نكتشف أن كلود الأول والثاني بمثابة التمهيد لكلود الثالث وهو الحفيد الأكبر لكلود الثاني. تتقاطع حياة كلود الثالث مع مصر، مثلما تقاطعت حياة جديه، بل أكثر، حيث ارتبط بكديسة وأنجب منها التوأم صفية وحميدو، قبل أن يضطر للرحيل تاركاً كديسة والتوأم خلفه، قبل أن يتجه حميدو حين يكبر نسبياً إلي مارسيليا في طريق معاكس لرحلة أسلافه الفرنسيين من مارسليا إلي مصر. وكما لعب البحر دوراً في بداية الرواية نراها تختتم أحداثها به: "وتستمر المركب في الإبحار علي سطح هادئ، وتحت شمس دافئة، وحولها حوريات بحر طيبات يتفاءلن خيراً."