عن الهيئة العامة للكتاب صدر عدد يوليو- أغسطس من مجلة "عالم الكتاب" الشهرية المعنية بقضايا النشر والكتب، في إصدارها الثالث بعد عودتها للظهور في ثوب جديد مطلع هذا العام. وتواصل المجلة تبويبها الجديد محاولة الاهتمام بكل ما يخص الكتب بطرق ورؤي مختلفة، بداية من التقارير التي تتضمن أخبارا عن أحدث إصدارات الكتب في مصر والعالم، فنجد هذا الشهر تقريرا عن كتاب "الثورات المضادة" وآخر عن كتاب "ورثة محمد" لبرنابي روجرسون المترجم للعربية، وغيرهما. كما اختارت المجلة - مثلما اعتادت - حوارا تنقله عن أهم الصحف والمجلات العالمية، وجاء هذه المرة مع الكاتب البيروفي "ماريو بارجاس يوسا"، أجرته معه مجلة "باريس ماتش" بعد صدور الترجمة الفرنسية لأحدث رواياته "البطل الكتوم"، وقد ترجمه للعربية أحمد عثمان، بالإضافة إلي تحقيق قام به بلال علاء، يحاول من خلاله معرفة ما يقرأه الإخوان، لأن القراءة هي بداية التفكير والخروج عن السمع والطاعة. أما مفاجأة العدد فتمثلت في نشر رواية قديمة لم يسبق نشرها للروائي صنع الله إبراهيم، وعنوانها "67"، والتي يصاحب نصها رسوم للفنان نبيل تاج، يليها رؤية نقدية عنها للدكتور محمد بدوي، يجيب من خلالها علي العديد من الأسئلة التي تخص الرواية وموقعها في مشروع صنع الله إبراهيم الأدبي. والرواية ظلت مفقودة لفترة قبل أن يجدها الكاتب الذي تردد في نشرها لسنوات ثم قرر أن ينشرها أخيراً بعد ثورة يناير. تسلط »عالم الكتاب« الضوء علي أهم الكتب من خلال قراءة كُتّاب آخرين لها، بعضها مترجمة مثل رواية "آل مودلين" الأسبانية للمؤلف "باكو جوميث"؛ بأحداثها المثيرة والتي حققت العام الماضي أعلي المبيعات في أسبانيا، يقرأها ويكتب عنها خالد يوسف، إلي جانب قراءة محمود حسني لكتاب "الحداثة والهولوكست" للمؤلف والمفكر البولندي زيجمونت باومن، ورؤية أخري لرواية "حكاية قمر" للكاتب الياباني كيئتشيرو هيرانو مع الناقد محمود عبد الشكور، بالإضافة إلي الكتاب الهام الذي يتضمن ثلاثية جلبيري "حدائق الزمن الماضي، رحلة السجون، من موت لآخر" لمؤلفه جلبيري أفلاطون، تكتب عنه الدكتورة أمينة رشيد. وبعض تلك الكتب عربية مثل "أنت في القاهرة" لإبراهيم داوود، في قراءة للناقد رضا عطية، و"الطلياني" لشكري مبخوت التي تكتب عنها حنين حنفي، وأيضا الكتاب المثير للاهتمام "صورة الشعب بين الشاعر والرئيس" لسيد ضيف الله، يقرأه د. شاكر عبد الحميد، كما تتميز اختيارات الكتب بالتنوع، فمنها التاريخي مثل "عشت وشفت.. مذكرات ليلي دوس" أو كتب تتعلق بالرياضة، مثل "هوايات في أزمة.. كرة القدم والثقافة السياسية في الأرجنتين"، للكاتب "روبرتو دي جيانو"، والذي يقرأه خالد يوسف ويكتب عنه تحت عنوان "رقصة البندول الأرجنتينية". وفي هذا العدد أيضا باب يهتم ببعض التجارب لشخصيات مؤثرة في تاريخ الثقافة والفن، واختارت المجلة هذه المرة الفنان "عمر الشريف"، فيترجم أمير زكي فصولا من كتب عالمية تناولت حياته وأفكاره مؤخرا، والشاعر "بيرم التونسي" في قراءة لجرجس شكري عن مجمل تجربته وتأثيرها الشخصي عليه، وجاءت تحت عنوان "بيرم التونسي.. شاعر ضد العالم"، كما يختار الروائي محمد عبد النبي عشرة كتب كعينة نموذجية لكتب تعليم الكتابة الإبداعية. في حين يستضيف باب "غرفة الكاتب" الكاتب "محمد المخزنجي"، حيث نجحت المجلة في إخراجه قليلا من عزلته ليتحدث عن علاقته بالكتابة والكتاب، من خلال حوار أجراه معه رئيس التحرير محمد شعير، كما يتضمن العدد أبواباً أخري مثل "قضية" التي يناقش فيها أحمد زكي عثمان ثلاثة كتب فقهية تناولت غطاء رؤوس الرجال كالعمامة والطربوش، فضلا عن ظاهرة الأسماء المستعارة في الكتابة العربية التي يكتب عنها الشاعر شعبان يوسف. وفي باب "ضمير المتكلم" يكتب المهندس المعماري أدهم سليم عن كرسي الرئيس الذي حكم منه مصر لسنوات ودلالات اختياره ومقاييسه، ويتخيل الروائي والناقد المغربي محمد برادة قصة حياته، بينما يترجم أحمد شافعي مقالة آزار نفيسي صاحبة "أن تقرأ لوليتا في طهران" التي نشرتها في مدونة نيويورك تايمز، عن الحكومات المرتعدة، كما يتلمس علي منصور الصبي الذي كانه من خلال أوراق الخيال والخجل، ويكتب الشاعر فتحي عبد السميع عن كتاب "الطقوس" الشاسع والفريد. ومن خلال "تحت الطبع" تخترق المجلة عالم ما قبل الطباعة وتتناول أحد الكتب التي لم تنشر بعد، فيستعرض الكاتب أمير زكي أحدث ما يكتبه والتر أرمبروست، أستاذ الأنثروبولوجي ورئيس قسم اللغة العربية بجامعة أوكسفورد، عن الثورة المصرية، مخصصا أحد فصوله ليتحدث فيها علي ظاهرة عادل إمام، انطلاقا من النقد الذي تعرض له بعد 25 يناير 2011، في حين ينتهي العدد بمقال لإلياس فركوح يتساءل فيه: من نحن.. قَتْلي أم قَتَلة؟