"أحيانًا لا تكون الطواحين كبيرة مثلما نراها". كانت هذه إحدي النتائج التي توصل إليها إيلوي مورينو بعد قضاء شهور طويلة في عمل دعاية لروايته، حيث قام بنفسه بقطع مئات الكيلومترات وزار العديد من المكتبات ومعارض الكتب، وبالطبع لم يغفل الدعاية من خلال الإنترنت. حدث هذا قبل أن تتصل به دار نشر "إسباسا" التي لاحظت الآراء الإيجابية في الرواية، فعرضت عليه نشر طبعة جديدة. ومنذ ذلك الحين، وبعد أسبوع فقط من نشر الطبعة الثانية، أصبح من الممكن أن تجد رواية "قلم الجل الأخضر" علي أرفف أي مكتبة بما فيها بعض المكتبات التي كانت قد رفضته من قبل بحجة عدم إتباعه "القنوات المناسبة". بدأ مورينو الكتابة عام 2006 ،واستغرق عامين لإنهاء روايته التي قال عنها:"هي الرواية التي كنت أرغب في قراءتها". تتناول الرواية قصة رجل يعيش في فضاء محدود جدا ،لا يتعدي حدود منزله ومكتبته ومنزل بعض أقاربه ومقهي ومطعم، وبعض الأماكن الأخري القليلة. فضاء لا يتعدي مجتمعا مساحة 500 متر مربع. "إذا قررت السفر ،يمكنك أن تذهب للصين، ولكنك دوما ما ستعود إلي نفس الأماكن". في أحد الأيام ومن أجل التغيير ،يشتري قلما من الجل الأخضر، من ذلك النوع الذي يتلاشي سريعا ،ومنذ هذه اللحظة تبدء حياته في التمحور حول هذا القلم ليصل الأمر إلي الحذر منه ،فيقرر أن حياته لابد وأن تتغير. يؤكد مورينو علي عدم وجود تشابه بين حياته الشخصية وأحداث الرواية ،ويقر أنه استفاد من وجود بعض الشخصيات في محيطه ووحّد مع الكثير من المشاعر. بعدما انتهي مورينو من كتابة الرواية لم يفكر مطلقا في الذهاب إلي دور النشر الكبري، فلم يكن يرغب في أن يقابل بالرفض وعدم الاكتراث. استبعد أيضا دور النشر الصغري، حيث كان يظن أن الرواية يمكن أن يطويها النسيان علي أرفف العرض بها في غضون شهرين. ولهذا قرر أن يفعل شيئا آخر ،أن يطبع الرواية ويوزعها بنفسه علي المكتبات. فكر أيضا في تقديم بعض الهدايا لجذب انتباه القراء الذين لم يتأخروا في إبداء إعجابهم بالرواية بشكل كبير عبر الإنترنت. لم يتوقف عن العمل لا أثناء الدعاية ولا الآن ،حيث يقوم بعمل جوالات يصطحب فيها القراء إلي الأماكن التي تدور فيها أحداث الرواية أيام الجمعة والسبت، وهما اليومان اللذان تمتليء فيهما المكتبات. والآن، وهو في أوج انتشاره، يتواصل مع قرائه عبر الإنترنت من خلال صفحته علي الفيس بوك، ويري أن التواصل بين الكاتب والقراء مفيد جدًا، يقول "إذا قرر شخص أن يكتب لي ،هفأقل ما يتوجب علي فعله هو الرد عليه ،أظن أن هذا أمر هام للقاريء ،فكم كنت أتوق للتواصل مع بعض المؤلفين الذين كنت أقرأ لهم" . يخصص مورينو يوم الأحد لمدونته، التي حصلت هي الأخري علي عدد لا متناه من الآراء النقدية الإيجابية، وكانت بداية معرفة دار "إسباسا" به، إذ تعرفت عليها ميريام جالاس ،المختصة بنشر الأعمال السردية بالدار. تقول جالاس:"ما حدث لنا مع إيلوي كان بمثابة النجاح منذ اللقاء الأول ،فبتصفح الإنترنت ذات يوم ،وجدنا عددًا لا متناهيا من الآراء النقدية المتحمسة لرواية غرائبية تسمي "قلم الجل الأخضر" والتي تجذب الجميع ،ولا تفتر معها همة أي قاريء ،وحماسة القراء لها كانت منقطعة النظير".