علاقتي بمصر خاصة جداً ، وتنسحب هذه الخصوصية علي مسألة النشر فيها. حين كنت أزور دور النشر في القاهرة ، شرقيات علي سبيل المثال ، كانت تلفتني كتب لشعراء وشاعرات أحبهم ، أحببت بشكل طفولي أن يصطّف لي كتاب الي جانب كتبهم . هكذا نشرت في شرقيات، أعزز من خلال النشر انتمائي "الكلي" لمصر وتماهياً مع فكرة في خلفية رأسي تقول إنني عشت في حياة سابقة في هذه البلد. لم تراودني إطلاقاً فكرة أن أكون مقروءة أكثر أو سوي ذلك من مغريات العواصم الكبيرة، فقط تأكيد عنيد علي أن لي حيزاً عندكم . كتابي الصادر عن سلسلة "آفاق عربية" كان فكرة وطلب من الراحل الحبيب إبراهيم أصلان .. وكان النشر بعد أن عمل الشاعر الراحل بسام حجار علي انتقاء مختارات من مجموعاتي وكتابة كلمة علي الغلاف.. لا أحب كلمة تقييم لأني أجهل مفاعيله، سوي أنني أعرف أن التجربتين جعلتا لي المزيد من الأصدقاء المصريين كما لو وُفقّت من خلالهما علي تأكيد انتمائي وليس انتشاري كشاعرة. كنت مُدللة في عملية النشر في بيروت ولم تصادفني عقبات فلا مأخذ علي النشر في بيروت التي جعلت لي اسماً خصوصاً عند العزيز رياض نجيب الرّيس حيث طبعت إصدارات أربع ، كذلك في دار الساقي ودار النهار والمدي وسوي ذلك، كثافة الأعداد التي طُبعت في »آفاق عربية «جعلت مفردتي الشعرية في متناول الكثيرين، هذا أمر لايمكنني تجاهله سوي أن ما كان يعنيني - أعود وأكرر - هو أن أكون مصرية بشكل أو بآخر ولو من خلال النشر ولا أعرف كيف أشرح هذا !! شاعرة لبنانية