قضيتنا ليست اللحية وعلامة الصلاة التى تزين الجبهة والسبحة والمداومة على الصلاة فى الجوامع، أبداً قضيتنا ماذا يدور فى داخل رؤوسكم؟ وماذا يشغل عقولكم وقلوبكم؟ قضيتنا كيف تفكرون وكيف تعملون؟ وبأى مبادئ تعملون؟ ولمصلحة من؟ ما دُمت تقبلت أن تتحمل مسئولية هذا الوطن. أبداً لن ينصلح حال دولة طالما تعانى قصف الأقلام واعتقال الصحفيين والإعلاميين وتهديد الرموز السياسية المعارضة، "اقرأ" كانت هى أول كلمة فى كتاب الله وبالأمر المباشر السعى وراء المعرفة والوصول للحقيقة. هل أصبحت الأمية والفقر هى القاعدة فى البلاد العربية لاستقرار الحكم الفاشى؟ هل نعيش فى عصر ساد فيه خراب الذمم وفساد الضمائر؟ هل أصبح من السهل جمع الكلمات والتغريدات، كجمع الشهود الزور من أمام أبواب المحاكم لتجهيز التهم وتحضيرها والتنكيل بمن نريد التنكيل به؟ لمجرد أنه يعبر عن رأيه لقتل ثقافة الاعتراض هل فى اختلافنا كفر؟ واستحلال دماء؟ وزعزعة أمن؟ ومحاولة قلب نظام لمجرد إبداء رأى؟ هل تزوير وتزييف الحقائق وإلصاق التهم أصبح رحمة واستقراراً؟ قامت الثورة ومازالت مستمرة وكانت واحدة من أهم مطالبها القضاء على "الدولة البوليسية"، اندهش من التحقيقات وأوامر الضبط والإحضار التى يجريها النائب العام ضد الإعلاميين ورموز العمل السياسى فى ظل تسمية أكثر من 170 شخصية ورموز للعمل السياسى وإعلاميين بأنهم محرضين على العنف، وزعزعة الأمن العام، وقلب نظام الدولة. لماذا يتعامل النائب العام بكل هذه الجدية والسرعة مع أى شىء يحدث لا يروق للجماعة أو أى تعدى يمسسها، واهم من تخيل أن الثورة انتهت بمجرد انتخاب رئيس للبلاد، الثورة تطهير شامل والتطهير يطول وقد لا ينتهى، أين النائب العام بقراراته وردود فعله السريعة تجاه حفلات التعذيب الجماعى التى مارستها جماعة الإخوان بالمقطم بمسجد (بلال بن رباح) بشهادات المُعذًبين وأعضاء مجلس إدارة الجامع والفيديوهات المنتشرة على مواقع التواصل الاجتماعى واليوتيوب. سيادة النائب العام ألم تر الضرب وعلامات التعذيب والجلد على أجساد الشباب بشهادة ذويهم وأهالى المنطقة وهم أنفسهم بالصوت والصورة؟ ومن قبلها حفلات التعذيب التى تمت فى محيط قصر الاتحادية وبغرف تابعة للقصر حسب شهادة النشطاء أيضاً موثقة ومصورة أثناء الاحتجاجات على الإعلان الدستورى الغريب العجيب غير الدستورى، والأمثلة كثيرة لقضايا قتل الشهداء ومذابح لم تتحرك ومازالت فى المحاكم بالسنوات ليس مجالها الآن. تعذيب ممنهج ومُدرب عليه والغريب والمؤسف المخجل الذى لن ينساه التاريخ اعتداءات وتنازل أطباء وطبيبات التيار الدينى عن شرف المهنة والمعاملة السيئة غير الآدمية للمصابين بموقعة الاتحادية. أذكرك وأذكر القراء أيضاً بتمثال لممرضة تدعى (إيريث كافيل) موجود بقلب لندن، إيريث كافيل ممرضة بريطانية (إنسانة) استشهدت بعدما حكم عليها بالإعدام رمياً بالرصاص لاتهامها بالخيانة لإنقاذها حياة جنود مجروحين كان مصيرهم القتل أو النزف حتى الموت، حياة مصابى الحرب من الجيش المعادى لم تنظر "إيريث كافيل" إلى الجنسية أو الديانة أو انتماءاتهم وهذه كانت حالة حرب، قالت وهى تستعد للإعدام "سأظل أفعل ذلك كما كنت دوماً أفعله من أجل الله والخلود فى حب الوطن والإنسانية، جملة حب الوطن وحده لمجرد حب الوطن لا يكفى.. التضحية". هذه المقولة الشهيرة لتمثال الممرضة الإنسانة مازالت منحوتة أسفل التمثال فى أحد ميادين لندن هذه القصة الشهيرة فقط للتذكرة بواجب المهنة وشروطها فما بالك حجم هذه المهنة، تتعاملون مع المجتمع بازدواجية شديدة ستأخذ فى طريقها الأخضر واليابس، ازدواجية وانحياز يخالفون الضمائر والمبادئ وحقوق الإنسان وواجبات المهنة وشفافيتها، فى سبيل الاحتفاظ بالسلطة واللقب وإغراء الكرسى. كل هذا سيؤدى إلى تفاقم الأوضاع ويذيد الكراهية والعنف والتمييز والفرقة بين المصريين، الثورة مازالت مستمرة ومن علامات الثورة المعجزات فوجودكم واستمراركم بهذا الشكل معجزة ليس أبداً نتيجة اجتهاد أو توفيق، أو ربما درس لنرى، لن يصمت شخص على الظلم والقمع وتكميم الأفواه وقصف الأقلام. الأيام لا تعود إلى الوراء، لا يوجد عندنا "منحدر الصعود" ولا نعلم ما هو؟ لن نخضع ونسمح بدولة بوليسية مرة أخرى، هذه فطرة نطالب بهبة وهبها الله فليست منحة، وُلدنا أحرار والله سبحانه وتعالى وهب لنا حرية الكلمة وحرية الرأى وحرية التعبير، وحرية الاعتراض، فلا شعب ولا أمة ولا كائن يستطيع أن ينسى حريته مهما كانت المغريات، أو المعوقات مهما علت لغة التهديد واشتد التعذيب واتسعت المعتقلات إنها ذاكرة الفطرة، القمع والقوة والعنف والمال والجاه والتهديد والإرهاب والابتزاز. أبداً لن يبنى دولا فقط يبنى نظماً فاشية مصيرها معلوم.. إلى كل المسئولين الذين يظنون أنهم يتحكمون فى مصائر الشعوب، إلى سيادة الرئيس الذى يتحدث إلينا أنت تسمع نفسك فقط ولا تسمع صرخات وهتافات من تقول عليهم قلة فى حارة، ليس كما تقول دوماً لا نعلم عن (رئيس لكل المصريين شيئاً) نحن لنا الأفعال لأنه حتى لا يوجد أقوال ولا مشروع أقوال. أين رئيس كل المصريين الذى تتحدث عنه؟ تكميم الأفواه، وإصدار قوانين مناهضة لحرية التظاهر، ومطاردة الإعلاميين، واستهداف النشطاء والصحفيين؟ جزء أنت بالفعل عازم النية على التضحية به، مصر ليست الجماعة، مصر ليست جلباب وجامع وأتوبيسات قادمة من المحافظات مكتظة بأنصارك. الحرية والديمقراطية لا يفترقان ولا يعملان للأسف إلا سوياً، حريتنا الثورة قامت من أجلها وسنظل نثور من أجلها، العيش بكرامة ومساواة بين أفراد الشعب بدون استثناء, وضمان حياة كريمة خالية من التعذيب والإهانة لكل مصرى بالداخل والخارج. نعلم جيداً أن الحرية مطلب متكرر ولا تولد بإسقاط نظام بعينه، نتذكر كل مرة كم الشهداء والدماء التى تساقطت ومازالت تتساقط فى عهدك، لن نسمح بتشكيل ديكتاتور جديد فى ثوب دينى ثقافى، يجيد الفيس بوك وتوتير، ولا يجيد حتى القاء خطاب بًناء يتحدث به إلينا بدون تهديدات أو أى إيحاءات أخرى، الحكم الفاشى هو من حاول السيطرة على مفاصل الدولة، ومؤسساتها، هيكلة الأمن لخدمة اغراضه والثروات وتكوين صداقات بدول يظن أنها المنقذ ونسى أنه يوجد من لا يرضى، ولا يهدأ نسى انه يوجد طاقات، تكميم وكسر، وقمع ووصول لنقطة الغليان. الصمت ومبدأ حاضر (اخبطوا دماغكم فى الحيط) أنا لا أسمع بالوراثة كانت نهاية وليست حكمة، أخيراً على أى طرف ستكون الكلمة لعنة؟ من قال "أنا رئيس لكل المصريين" وهو كده، أم من هتف (عيش _ حرية _ عدالة اجتماعية).