وهم دعم الغرب للمعارضة المصرية

يتوهم البعض أن الحكومات الغربية تدافع عن نظام الإخوان فى مصر، فى حين أن تلك الدول لا تعلى إلا مصالحها الاستراتيجية ولو على حساب الإنسان وحقوقه.
فالغرب يضغط بكل قوته من أجل صياغة قواعد جديدة لإدارة اللعبة السياسية لأن مصالحه قد تقتضى ذلك، وسبب دعم الولايات المتحدة للإخوان هو اعتقادهم بقدرتهم على إعمال الاستقرار فى البلاد باعتبارهم أكبر فصيل سياسى منظم، استقرار من شأنه دفع مصر للسيطرة على حدودها مع إسرائيل، والتعهد بحماية أمن إسرائيل، وحماية الملاحة فى قناة السويس. لذا شجعوا إجراء الاستفتاء الأول على الدستور، حتى لو كان دستورا مهينا، وانتخابات برلمانية لا تسبقها إصلاحات سياسية.
وحتى الآن، ومع انتشار الفوضى والعنف كنتيجة سياسات جماعة الإخوان وفشلهم فى إدارة الدولة، ومع ارتفاع حدة النقد فى الميديا الأمريكية والأوروبية، وتوصيات البرلمان الأوروبى بربط الدعم الاقتصادى لمصر بما تحققه من تطور ديمقراطى، إلا أن تلك الدول لا تجد البديل السياسى للإخوان المسلمين، وهو البديل الذى يستطيع أن يحقق لتلك الدول حالة الاستقرار الداخلى المنشود. ويستمد هذا الرأى تأثيره من قناعة مفادها بأن خفوت نجم الجماعة سيذهب لصالح التيار السلفى ذى الانتشار الكثيف وليس المعارضة المدنية ذات القواعد التنظيمية الضعيفة. والحقيقة هى أن نظرتهم فى مجملها لهذه الأخيرة ليست إيجابية. ففى أحيان كثيرة، وصفوا القوى السلفية بأنها غير مسئولة لأنها تزيد من الضغط، ولو على حساب انهيار الدولة والاقتصاد. وفى أحيان أخرى، شعروا بأن ممارساتها هى حرب من أجل السلطة وليس نضالا من أجل الديمقراطية، وهو ما قد يترتب عليه استمرار الحالة الفوضاوية بالبلاد.
فى النهاية، وإن كانت نظرة الخارج تنحاز لمصالحها إلا أنها مرآة مفيدة لفهم الواقع ومجريات الأمور، لذا فعلى للمعارضة المدنية وجبهة الإنقاذ، تقديم أنفسهم للمواطن المصرى أولاً بشكل عملى وبفكر واضح للخروج من الأزمة لتغيير ما تعكسه التحديات التى تمر بها مصر على الأرض لصالحها، والله الموفق.