روعة البحث العلمى يكمن فى عدم توقع نتائجه أحيانا كثيرة، لذلك نفاجأ كباحثين أحيانا بنتائج غير متوقعة نهائيا أثناء إجراء التجارب. من أشهر الأمثلة على هذا الطرح هو علاج الضعف الجنسى الشهير السليندافيل لاستخدامه كمقوٍ ومنشط لعضلة القلب أعطت أثرا إضافيا غير متوقع، وهو تقوية انتصاب العضو الذكرى، نتيجة زيادة تدفق الدم فى الشرايين الموجودة بالنسيج الاسفنجى بالعضو الذكرى. وتحول الدواء من اتجاهه الأصلى إلى الاتجاه غير المتوقع. كذلك الحال بالنسبة لعقار "المينوكسيديل" والذى استخدم فى سبعينيات القرن الماضى، بهدف علاج ضغط الدم المرتفع، ولكن لاحظ المتخصصون والمرضى أن له أثرا جانبيا، وهو تحفيز نمو الشعر، ومنذ ذلك الحين أصبح يُستخدم لحالات سقوط الشعر. وأعلنت دراسة حديثة أجراها عدد من الباحثين بجامعة برادفورد البريطانية أن قطرة العين التى تساعد فى علاج المياه الزرقاء قد أسهمت من قبل فى نمو الرموش، ولكن الجديد هو أنها قد تستخدم قريبا لمحاربة الصلع. ولاحظ الخبراء من خلال تجارب إكلينيكية أن قطرات العين التى ركبت لعلاج المياه الزرقاء تحث على نمو الرموش، إذ يرى العلماء أن لهذه القطرة أيضا أثرا مشابها على شعر الرأس، إذ إنها قد تحث بصيلات الشعر على إنتاج فروة رأس أكثف من المعتاد. والبحوث مازالت مستمرة لمعرفة قدرة مادة "البيماتوبروست"، وهى المكون الفعال فى هذه القطرات، وهل يمكن أن تعالج الصلع عند الرجال والنساء، حيث إن مادة البيماتوبروست معروفة فى حث الرموش على النمو، وتستخدم فى العيادات لهذه الغاية، لكن الجديد أنها تحفز نمو شعر الرأس عند البشر، وبالتالى يمكن أن تشكل نهجا جديدا لعلاج مشكلة فقدان الشعر. لكن الأمر يتطلب بعض الوقت لمعرفة درجة الفاعلية والأمان للعلاج، نظرا للاختلاف بين بصيلات الرموش والرأس، وما إذا كانت ستحقق النتائج ذاتها فيما يتعلق ببصيلات الرأس.