نعم سنصنع نحن المصريين تاريخ العالم، لا أبالغ إذا قلت إن العالم كله يرقب الثورة المصرية، وتطورات الحدث المصرى عن كثب، ربما لا يصدقنى الكثيرون بسبب ما يحدث فى مصر الآن وخاصة فى المجال الاقتصادى والأمنى. قامت ثورة يناير 2011، على حكم جاهل فاسد مستبد استمر أكثر من عقدين فى تخريب مصر وتجريفها.. وبعد خلع النظام الفاسد بدأت القوى السياسية فى التفرق، كل يسعى لمشروعه ويحشد مؤيديه، وأسفر ذلك عن تيارين؛ تيار يدعو لمشروع إسلامى وآخر يرفضه تماما، ويدعو لمشروع غربى. فى ظل هذا الاستقطاب الحاد بين المشروعين اختار الشعب الانحياز إلى المشروع الإسلامى، وظهر ذلك جليا فى انتخابات الرئاسة والانتخابات البرلمانية. انحنى العالم أمام خيارات الشعب ما عدا دول قليلة وخاصة التى تدعم المشروع الصهيونى، بينما استمر التيار الرافض للمشروع الإسلامى فى رفضه ضاربا بالأصول الديموقراطية عرض الحائط، وصعد من احتجاجاته ومعارضته لأى منتج من المؤسسات المنتخبة. فى ظل هذا الوضع غير المستقر نشطت خلايا الفلول النائمة فى كل مكان وجيوش البلطجية المأجورة، وأطفال الشوارع المدفوعين من البلطجية والمتاجرين بقوت الشعب فى السوق السوداء وانتشر الحرق والقتل والاعتداء على المنشآت العامة والخاصة، ورجال الأمن والأزمات وخاصة فى المحروقات وافتعال عصيان مدنى، وارتكاب جرائم يعاقب عليها القانون باسم الثورة والثورة السلمية منه براء، والإعلام وما أدراك ما الإعلام لتظهر صورة مصر وهى تحترق. كل هذا لا يقلقنى لأننى مؤمن بأن الضربات القوية لا تهشم إلا الذباب، ولكنها تصقل الحديد، والشعب المصرى والمصريون رجال من حديد، كل ذلك لا يزيدهم إلا إصرارا على التمسك بالحرية، حتى لو استغلها البعض أسوأ استغلال والتمسك بالديموقراطية، واحترام الإرادة الشعبية حتى لو رفض البعض الاعتراف بنتائجها، واستكمال الطريق حتى تحقيق أهداف الثورة. كل ذلك لا يقلقنى لأن النجاح ما هو إلا صناعة رجال ومصر مليئة بالرجال الأقوياء القادرين على حمل الأمانة بكل شفافية وبكل همة رجال لديهم يقين وثقة بالله سبحانه وتعالى، مصر بها خير أجناد الأرض، مصر بلاد المرابطين مهما طال بهم الزمن، مصر بها نهر النيل الخالد، مصر بها قناة السويس، مصر بلاد أنجبت مصطفى كامل، وسعد زغلول، وجمال عبد الناصر، وأم كلثوم، ونجيب محفوظ، ومجدى يعقوب، وفاروق الباز، وأحمد زويل، مصر بلد الأزهر والكنيسة القبطية. بكل أمانة وبكل ثقة، وبكل يقين أرى مصر على الطريق الصحيح، أرى مصر وهى تصنع تاريخا جديدا للعالم كله، أرى يوم 25 يناير يوم تحرير العالم، وتدشين الثورة السلمية، للتغيير السلمى والحضارى. لأول مرة فى التاريخ يثور الشعب وينتصر على جلاديه بدون عنف، ويحافظ على سيادة القانون بدون نصب المشانق لمن استبدوا وفسدوا وضللوا. التيار الغالب والكاسح فى مصر بخير، ومستعد استعدادا رائعا لحماية ثورته، وإصلاح ما أفسده النظام الظالم، التيار الغالب يقف بكل قوة وراء رجال الداخلية الشرفاء ورجال القوات المسلحة الباسلة وقضائه المستقل، ورئيسه المدنى المنتخب ومؤسساته الدستورية والتشريعية. الغالبية الساحقة من رجالات مصر ذكورا وإناثا على أهبة الاستعداد للتضحية والفداء من أجل مصر الحرة الديموقراطية، القوية، مصر قاطرة المنطقة العربية والعالم الإسلامى، مصر التى حلمنا بها منذ عقود، مصر التى ينتظرها العالم، مصر التى ستصنع التاريخ برجالها وسواعد ودماء أبنائها. عاشت مصر صانعة تاريخ العالم حرة وأبية.