قطر تعزز نفوذها السياسى فى المنطقة ب"قوة المال" وتعلن تأسيس أكبر بنك إسلامى.. مصرفيون: "الدوحة" تتوسع فى الصيرفة الإسلامية فى دول الربيع العربى.. وصندوق الثروة السيادى يعيد هيكلة استثماراته عالميا

"تسعى قطر إلى زيادة نفوذها السياسى فى المنطقة العربية ودول الربيع العربى عبر "قوة المال" والإعلان عن مشروعات عملاقة كل يوم" كلمات أكدها مصرفيون ل"اليوم السابع" مع إعلان قطر، اليوم الاثنين، عن اعتزام "الدوحة" إنشاء أكبر مصرف إسلامى، برأسمال مليار دولار، بالتعاون مع البنك الإسلامى للتنمية ومجموعة البركة وبنوك أخرى، مؤكدين أن صندوق الثروة السيادى القطرى يسعى إلى اقتناص فرص استثمارية فى مجالات اقتصادية تحقق ارتفاعًا فى الطلب على منتجاتها ومنها الصيرفة الإسلامية، وهو ما يعزز نفوذها فى المنطقة.
طارق حلمى، العضو المنتدب السابق للمصرف المتحد، قال إن بعض الدول العربية اتفقت على تكوين كيان مصرفى إسلامى كبير، وأن هذه الفكرة مطروحة قبل فترة، موضحًا أن قطر تمتلك سيولة وفوائض مالية كبيرة، ناتجة عن عائدات النفط والغاز، وتسعى عن طريق استثمارات صندوق الثروة السيادى، فى اقتناص الفرص الاستثمارية حول العالم، ومنها الإعلان الذى تم اليوم بتأسيس أكبر بنك إسلامى.
وأكد "حلمى"، فى تصريحات خاصة ل"اليوم السابع"، أن دول العالم تسعى إلى زيادة نفوذها السياسى عبر قوة المال والاقتصاد، موضحًا أن ما شجع دولة قطر على الإعلان عن تأسيس أكبر كيان مصرفى إسلامى، هو ثورات الربيع العربى، والتوقعات التى تشير إلى ارتفاع حجم الطلب على المنتجات والخدمات البنكية المتوافقة مع أحكام الشريعة الإسلامية، فى دول الربيع العربى، وأيضا الركود الذى أصاب بعض الاقتصادات الكبرى فى أوروبا وأمريكا، وهو ما شجع الدوحة على سحب جزء من استثماراتها عالميا وتوظيف الفوائض المالية فى فرص أخرى فى الشرق الأوسط.
من جانبه قال أحمد سليم، المدير بالبنك العربى الأفريقى الدولى، إن قطر تسعى لإعادة هيكلة بعض استثماراتها حول العالم ومنها التركيز على الفرص الاستثمارية الواعدة فى منطقة الشرق الأوسط ومنها دول الربيع العربى – مصر وتونس واليمن وليبيا – خاصة فى مجال الصيرفة الإسلامية مع تنامى صعود تيار الإسلام السياسى فى تلك الدول.
وأضاف "سليم" ل"اليوم السابع"، أن قطر تتطلع إلى لعب أدوار هامة فى منطقة الشرق الأوسط عبر توظيف السيولة والوفورات المالية لديها فى استثمارات وقطاعات اقتصادية مزدهرة، مؤكدًا أن قطاع الصيرفة الإسلامية يحقق نسب نمو مرتفعة فى دول الخليج ومنها المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، وهو ما شجع دول قطر على التوجه نحو تأسيس كيان مصرفى إسلامى كبير يتوسف فى دول الربيع العربى للاستحواذ على حصة هامة فى هذا المجال.
من جانبه قال مسئول حكومى رفيع المستوى ل"اليوم السابع"، إن صندوق الثروة السيادى القطرى والذى يحتل المرتبة السادسة عالميا بين صناديق الثروة، من حيث إجمالى حجم الاستثمارات بأصول تقدر ب 230 مليار دولار، يدرس دخول بقوة فى مجال الفرص الاستثمارية الكبرى ومنها دول الربيع العربى والأسواق المصرية، مع صعود تيار الإسلام السياسى فى تلك الدول وفرص نمو الصيرفة الإسلامية وارتفاع الطلب على منتجاتها، مما يساهم فى زيادة نفوذ الجانب القطرى فى منطقة الشرق الأوسط.
وأعلن يوسف حسين كمال وزير الاقتصاد والمالية القطرى اعتزام بلاده إنشاء أكبر مصرف إسلامى، برأسمال مليار دولار، بالتعاون مع البنك الإسلامى للتنمية ومجموعة البركة وبنوك أخرى.
وأعلنت الهيئة العامة للرقابة المالية فى مصر، قبل أيام، عدم ممانعتها فى نشر إعلان عرض الشراء الإجبارى المقدم من بنك قطر الوطنى لشراء نسبة 100%، من إجمالى أسهم البنك الأهلى سوسيتيه جنرال- مصر، وذلك وفقًا لأحكام اللائحة التنفيذية من القانون رقم 95 لسنة 1992.
ووافق البنك المركزى المصرى قبل أيام، على الطلب المقدم من بنك قطر الوطنى، للاستحواذ على كامل أسهم البنك الأهلى سوسيتيه جنرال- مصر"، وتمثل هذه الصفقة خطوة مهمة فى إستراتيجية بنك "قطر الوطنى" للتوسع الخارجى وتمثل أكبر عملية استحواذ فى تاريخ المجموعة الذى يمتد على مدى 48 عاماً من العمل المصرفى، وتصل قيمة عرض شراء 100% من أسهم البنك الأهلى سوسيتيه جنرال- مصر إلى 2558 مليون دولار أمريكى، كما أن السعر الذى سيتم عرضه على جميع حاملى الأسهم سيتم تحويله إلى المعادل بالجنيه المصرى، حسب سعر الصرف السائد بتاريخ تسجيل عرض الشراء الإلزامى لدى الهيئة العامة للرقابة المالية فى مصر.
وأعلن يوسف حسين كمال وزير الاقتصاد والمالية القطرى اعتزام بلاده إنشاء أكبر مصرف إسلامى، برأسمال مليار دولار، بالتعاون مع البنك الإسلامى للتنمية ومجموعة البركة وبنوك أخرى.
وقالت مصادر بنكية موثوقة إنه سيتم الإعلان عن البنك الجديد رسميا فى غضون الأشهر القليلة القادمة، وستمتلك حكومة قطر 30% من رأسمال البنك الجديد مع تسجيله بمركز قطر للمال.
وأشار الوزير القطرى إلى أن تأسيس المصرف الجديد "من أجل تعزيز صناعة التمويل الإسلامى فى المنطقة وتقديم منتجات مالية مختلفة للمستثمرين".