سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
السدود الأثيوبية تفجر أزمة بين الرياض وأديس أبابا..نائب وزير الدفاع السعودى اتهم أثيوبيا ببناء السدود كيداً للقاهرة..وأثيوبيا ترد: التصريحات غير مقبولة..ووزير مالية المملكة يرد بزيارة لتهدئة الأوضاع
بعدما أثارت تصريحات الأمير خالد بن سلطان، نائب وزير الدفاع السعودى خلال اجتماعات الجمعية العمومية للمجلس العربى للمياه فى الدورة السادسة، والتى أكد خلالها أن أثيوبيا تعتزم بناء سد النهضة كنوع من الكيد السياسى للقاهرة والإضرار العمدى بحقوقها فى مياه النيل والعبث بالمقدرات المائية لمصر، نظرا لأنها ليس لديها مصدر مائى بديل مقارنة بدول حوض النيل الأخرى. وفور نشر هذه التصريحات فى مختلف وسائل الإعلام أعلنت أديس أبابا عن غضبها ورفضها لمثل هذه التصريحات واصفة إياها ب"غير المتوقعة والصادمة" نظرا لأن السعودية أحد الشركاء الاستراتيجيين لأثيوبيا فى المنطقة. وعلى مدار اليومين الماضيين شهدت العلاقات الثنائية بين الرياضوأديس أبابا بعض مراحل الشد والجذب، تمثلت فى قيام الدكتور إبراهيم بن عبد العزيز العساف، وزير المالية السعودى، بزيارة لأثيوبيا فى محاولة لتهدئة الأوضاع بين البلدين. وقالت وزارة الخارجية الأثيوبية على موقعها، إن "ودى" وقع مع نظيره الأثيوبى اتفاقية، يقدم بموجبها الصندوق السعودى للتنمية قرضاً ائتمانيا بمبلغ 56.25 مليون ريال سعودى، للمساهمة فى تمويل مشروع كهرباء الريف، لتوفير الطاقة الكهربائية بمنطقتى "قودى وقبريداهار" شرق أثيوبيا، مما يدعم الخطط الحكومية فى التنمية الاقتصادية والاجتماعية والحد من الفقر فى المناطق الريفية. وأضافت الخارجية الأثيوبية، أن وزير المالية السعودى دعا رجال الأعمال فى البلدين للاستفادة مما توفره الاتفاقية من مميزات ضريبية لإقامة المزيد من المشاريع الاستثمارية المشتركة، حيث إن حجم التبادل التجارى بين السعودية وأثيوبيا ينمو بشكل مطرد، فقد ارتفع من حوالى 206 ملايين ريال عام 2000م إلى حوالى 849 مليون ريال عام 2011. وفى رده على تصريحات الأمير خالد بن سلطان بن عبد العزيز نائب وزير الدفاع السعودى بأن أثيوبيا تهدد حقوق مصر والسودان فى مياه النيل قال وزير المياه والطاقة الإثيوبى اليمايهو تيجنو، إن كلا من أثيوبيا وبقية دول حوض النيل الأخرى تعتزم استخدام المياه بهدف اجتثاث الفقر بناء على نهج يحقق المنافع للجميع وإن أديس أبابا ليس لديها أى نية للإضرار بدولتى المصب بحوض النيل من خلال استخدامها لمياه النهر. وأضاف أنه لا يوجد مشروع يهدف إلى الإضرار بمصر أو السودان، ودول أعالى النيل لديها الحق فى استخدام مياه النيل بدون التسبب فى أى أضرار لدول المصب، وأن تصريحات نائب وزير الدفاع السعودى بأن سد النهضة الأثيوبى (سد الألفية)، يمثل تهديدا للقاهرة والخرطوم لا أساس لها من الصحة على الإطلاق. وأكد فى هذا الصدد أن الدراسات السابقة أكدت أن سد النهضة الأثيوبى ليس له تأثير سلبى على مصر والسودان، وأن لجنة الخبراء الدوليين تتولى بالفعل مراجعة مشروع السد". وقال إن "أثيوبيا تقوم ببناء السد بناء على معايير جودة عالمية، وهو ما يجعل تصريحات الأمير خالد بشأن الانهيار المحتمل لهذا السد غير مهنية. وكان الأمير خالد بن سلطان نائب وزير الدفاع السعودى قد شن هجوما شديدا على قرار إنشاء السد الأثيوبى، موضحا أنه سيتسبب فى الإضرار العمدى بحقوق مصر بمياه النيل ويعبث بالمقدرات المائية لمصر والسودان. وقال إن مصر هى المتضرر الرئيسى من إقامة سد النهضة الأثيوبى، لأنه لا يوجد لها مصدر مائى بديل مقارنة بباقى دول حوض النيل، مشيرا إلى أن إقامة السد على بعد 12 كم من الحدود السودانية يعد كيدا سياسيا أكثر منه مكسبا اقتصاديا، ويشكل تهديدا للأمن الوطنى المصرى والمائى السودانى، وأن هناك أصابع تعبث بالمقدرات المائية للسودان ومصر وهى معززة فى عقل أثيوبيا وجسدها ولا تترك فرصة للإضرار بالعرب إلا وانتهزتها. وأضاف أن إقامة السد ستؤدى إلى نقل المخزون المائى من أمام بحيرة ناصر إلى الهضبة الأثيوبية، وهو ما يعنى التحكم الأثيوبى الكامل فى كل قطرة ماء، فضلا عن حدوث خلل بيئى يتسبب فى تحريك النشاط الزلزالى فى المنطقة نتيجة الوزن الهائل للمياه المثقلة بالطمى المحتجز أمام السد، والتى يقدرها الخبراء بأكثر من 63 مليار طن، لافتا إلى أن العجز المائى لمصر سيبلغ 94 مليار متر مكعب عام 2050 . وتابع الأمير السعودى، "المعلومات مفزعة ومن الضرورى ألا نهون من خطرها فى الوقت الحالى، وتداعياتها فى المستقبل، فهى تبين أن التهديد قائم والصراع مستمر ودائم فى مواجهة مصر وأمنها المائى، بالإضافة إلى تحرك دول أعالى النيل، للمطالبة بإعادة التخصيص لنصيب مصر من مياه النيل، وهو ما يعد تهديدا حقيقيا على مستقبل مصر. وأشار إلى أن سد النهضة تصل طاقته الاستيعابية من مياه الفيضان لأكثر من 70 مليار متر مكعب، ويقع على ارتفاع 700 متر، وإذا تعرض للانهيار فإن مصير الخرطوم الغرق تماما، بل سيمتد الأثر حتى السد العالى. أخبار متعلقة: زيارة وزير المالية السعودى لأثيوبا على موقع وزاررة الخارجية الأثيوبية تصريحات الأمير خالد بن سلطان رد وزير المياه الأثيوبى