الإنسان ذو المبادئ والأخلاق الحميدة يظل ثابتا على مبادئة لا تهزه رياح السلطة أو غواية المنصب، والإنسان المؤمن بمبادئه إيمانا حقا لن يدع أى شىء يلهيه عن تطبيق هذه المبادئ أما من يدعى الأخلاق والحفاظ على المبادئ فيظل حائرا بين مصلحته وبين مظهره الأخلاقى الذى اعتاد على الظهور به. ففى هذا النطاق أسترجع بذاكرتى أحداث مرت منذ أكثر من ثلاثة أشهر ففى شهر نوفمبر وقعت أحداث الاتحادية التى راح ضحيتها شباب فى مقتبل العمر وخلفت وراءها الكثير من الضحايا، لم نسمع فى هذا الوقت أى اعتراض من حزب النور أو استنكار لما حدث وكأن شيئا لم يحدث. مر هذا الحدث كما مر غيره من دون أن يعترض أحد من المتأسلمين عما حدث أو حتى يطلب فتح تحقيق للواقعة. من يتابع الحالة السياسية جيدا سيدرك أن حزب النور لم يبد أى اعتراض أو استهجان لكل حالات التعذيب والاختطاف للنشطاء السياسيين التى أثارت ضجة فى الإعلام المصرى ولا حتى عندما قتل الطفل بائع البطاطا فنحن لم نرى حزب النور إلا فى الأيام القليلة الماضية بعد واقعة استغناء الرئاسة عن المستشار خالد علم الدين مستشار الرئيس لشئون البيئة. الأمر برمته غير واضح فكان حزب النور قد اتهم الرئاسة بأنها تحاول تشويه سمعة المستشار وتلفيق تهم لا وجود لها ثم تخرج الرئاسة وتقول سنعتذر ثم يقول الرئيس فى حوار لة ان استعبدة لأسباب متعلقة به شخصيا. وهجوم نادر بكار على الرئيس وتلميحة بان الرئاسة متورطة فى قتل المتظاهرين هو أمر أيضا يستحق الوقوف عندة فهل الأن فقط يا أستاذ نادر اكتشفت أن الرئاسة حولها شبهات وأين كنتم والقتلى يتساقطون واحدا تلو الآخر؟ أين كنتم عندما أعتدى الإخوان على دولة القانون وحاصروا المحكمة الدستورية؟ وأين كنتم وقت اختطاف الجندى وتعذيبه؟ إذن فنحن أمام حزب لا يثور إلا إذا انتزُع منه منصب ولكن السؤال الأهم هو هل المبادئ تتجزأ؟ أم أن للسلطة بريق آخر صعب الوقوف أمامه؟ حزب النور الذى يدعى الآن الخوف على مصلحة الوطن والمواطن لم يكن حاضرا على الساحة وقت أن قام الإخوان بقتل وتعذيب المتظاهرين واكتفى بالمشاهدة من بعيد. انفعال حزب النور جراء ما حدث هو انفعال مبالغ فيه وأرى أن الأمر كله كان يمكن أن يحل فى جلسة تتم بين المستشار وشخص من الرئاسة لتسوية الأمر أما كل هذه الضجة فأرى أنها نوع من الشو الإعلامى وسينتهى قريبا خاصة أن الإنتخابات البرلمانية مقبلة والإخوان لا يستطيعون الدخول بمفردهم فى هذه المعركة. ما يحدث بين حزب النور والإخوان ليس صراعا بالمعنى الحقيقى ولكنه محاولة للتشويش على عصيان مدنى يحدث فى بورسعيد وعلى مطالب كثيرة رفعها الشعب فى كل ميادين مصر فى الأيام الماضية والأيام القليلة القادمة ستثبت ذلك.