*أغلب الحركات فى العالم حظيت بقادة قادرين على صياغة رؤية والثورة المصرية افتقدت الزعيم * تبعات شعور الشعوب بالتهميش من قبل حكامها لأن ذل يولد شعورًا بالإحباط يترجم إلى عنف * ثقافة الحوار بين الحكومات العربية وشعوبها هى مفتاح الشرق الأوسط الجديد فى حلقة خاصة جدا من برنامج "جملة مفيدة" الذى تقدّمه الإعلامية منى الشاذلى على "MBC مصر" استضاف البرنامج ابن المناضل الأمريكى الراحل مارتن لوثر كينج، حيث ناقشت معه الإعلامية منى الشاذلى فى لقاء خاص أجُرى معه فى "منتدى الاتصال الحكوميبالشارقة"، تجربة والده التى كانت غاية فى الخصوصية. والمناضل الأمريكى الراحل مارتن لوثر كينج، هو واحد من الزعماء الملهمين الذين شاركوا فى صنع تاريخ الولاياتالمتحدة، حيث جاهد لكى يحصل السود على حقوق متساوية مع البيض، ورغم أن نهايته كانت بالاغتيال، إلى أن أفكاره ظلت حية، حتى تحققت الكثير من أحلامه. وبدأ مارتن لوثر كينج الابن حديثه بالتأكيد على أهمية الاتصال السلمى بين الحكومات ومختلف الأطراف المعنية كونه الطريقة الوحيدة لضمان نتائج فعالة، وشدد على أهمية بناء آلية للحوار المستدام والفعال بين الحكومات والجمهور التى ستكون بمثابة المفتاح لشرق أوسط جديد، كما ستعمل على تلبية متطلبات الملايين من شعوب المنطقة. وحذر كينج الابن من تبعات شعور الشعوب بالتهميش من قبل حكامها لأن ذلك يولد شعورًا بالإحباط الذى يترجم إلى أعمال عنف، مشيرًا إلى ثقافة الحوار بين الحكومات العربية وبين شعوبها هى مفتاح شرق أوسط جديد. ويرى كينج الابن أن الحركة الشعبية لوالده كان وراءها ظهير قضائى، إذ أن المحاكم فى الولاياتالمتحدة أقرت بأن القوانين غير عادلة ولا تتناسب مع الدستور، ولولا دعم المحكمة العليا فى الولاياتالمتحدة ما كان لهم الحصول على نتائج. وأشار إلى أن المجتمع الأمريكى لم ينجرف إلى العنف بعد أن قتل والده على يد رجل أبيض، وأنه لم يفكر فى الانتقام من هذا الرجل رغم أنه كان معروفا، كما لم يفكر من الانتقام من قاتل جدته. حذر مارتن لوثر كينج الابن من العنف الذى قد يتولد من تهميش الشعوب، الذى يؤدى فى النهاية إلى إحباطه، مؤكدا على أهمية الحوار بين مختلف القوى السياسية لإنهاء الخلافات، حتى لو نتج عنه تنازل أحد الأطراف فى النهاية. وقال كينج: أنا مؤمن بأن هناك قيم مرتبطة بالتواصل، ولابد أن يكون هناك تواصل بين مختلف القوى، ويتعين علينا أيضا أن نضع خطا فاصلا بين التواصل والتظاهر، هناك أشخاص يتظاهرون للقضية، وهناك أشخاص آخرون لابد أن يمدوا جسور الحوار، أبى كان لديه فريق وجزء من أعماله كان مرتبط بإثارة التظاهر بشكل سلمى". ولكن هذه التظاهرات قد تتحول إلى عنف –كما أكد كينج الابن فى حديثه مع الإعلامية منى الشاذلى فى "منتدى الاتصال الحكومى" بالشارقة- وقال: " إذا شعر الشعب بأنه مهمش فإنهم سيشعرون بالإحباط، وإن لم يكن هناك طريقة للتصدى إلى ذلك الإحباط، فإن ذلك سيولد شكلا من أشكال العنف". أما إحباط الشعوب فيأتى من فشل الحوار، يقول كينج: " الحوار الجيد، يمكن من خلاله حل المشكلة بشكل سلمى، ويجب أولا أن نجمع الحقائق، وأن يلتزم الطرفين بحل النزاع، ويقطعا على نفسهما عهدا بعدم اللجوء للعنف، وعليهما أن يكونا جديين حتى لو كان هناك تنازلا من أحد الطرفين". وقال مارتن لوثر كينج الابن إن أغلب الحركات فى العالم حظيت بقادة كانوا قادرين على صياغة رؤية تحشد الهمم، بغض النظر عن هوية هؤلاء القادة والزعماء، ولكن هذا الزعيم افتقدته الثورة المصرية، متوقعا أن يكون الشباب لهم دور أكبر فى المستقبل. وأضاف كينج الابن –فى برنامج "جملة مفيدة"-: "أغلب الحركات كان لها زعماء، بغض النظر عما إذا كانوا دينيين أو تجاريين أو مدنيين، والسؤال من الذى يجب أن يكون فى القيادة؟.. بالتأكيد، كل قائد عليه أن يغير نمط الاتصال مع الآخرين بما يتفق مع متطلبات العصر، والآن أصبح تكوين حركات أقل صعوبة، مع وجود الانترنت ومواقع التواصل". وعن الثورة المصرية قال لم يكن لها زعيما أو قائد واحد، ولكن ربما القيادة ستبرز، وستتجلى للعيان، أميل لهذا الاعتقاد ولدى الكثير من الثقة فى الشباب". ودعا كينج الابن إلى الاستفادة من تجربة نضال والده فى الولاياتالمتحدة، وقال: " أعتقد أن الفرص الموجودة فى العالم، والجدير بالاهتمام أن السبب الذى جعل والدى يوصل رسالته بقوة، أنه تحدث عن أمور تنطبق على الجميع، فى تشاد أو روسيا، أو الشرق الأوسط، الألم له نفس الآثار، لذلك يجب البحث عن وسيلة للاتصال بغض النظر عن أماكن تواجدهم". وأضاف: "أبى تحدث عن حق الإنسان فى التعليم والمسكن والصحة والمدرسة، صحيح أنه ثار فى نهاية الخمسينيات وبداية الستينيات وكانت الظروف مختلفة عن اليوم، لكن كل صاحب قضية سيجد فى مسار مارتن لوثر كينج جزءا يعنيه ويستوحى منه". على الرغم من المكاسب التى حصل عليها السود فى أمريكا بعد نضال مارتن لوثر كينج، يعتقد الابن أن والده تم اغتياله لأن أمريكا لم تفهم رسالته جيدا آنذاك، خاصة فيما يخص توزيع الثروات بشكل عادل. وقال مارتن لوثر الثالث: انتقلت رسالة والدى من الحقوق المدنية إلى حقوق الإنسان، طالب بأن يكون كل شخص فى أمريكا له حق الحصول على مسكن وعلى تعليم وعلى رعاية صحية ووظيفة كريمة". وأضاف: " العدالة المنصفة أيضا كانت ضمن مطالبه الأساسية، وإحدى طرق العدالة هى توزيع الموارد والثروات، وهنا اعتقد البعض أن ثرواتهم ستنتزع، وربما هذا الفهم الخاطئ لرسالة والدى كانت من الأسباب التى أدت إلى مقتله". وأكد مارتن لوثر كينج الابن أنه لم يفكر فى الانتقام ممن قتل والده على الرغم من أنه معروف، وقال: "عرفنا من قتل والدى، وحتى لو بمقدورى أن أقوم بشىء لإيذائه فهذا لن يعيد أبى إلى الحياة، والأمر سيان بالنسبة لمن قتل جدتى، القاتل عاش فى السجن لسنوات طويلة، وقضى منذ سنوات، وافقت على وجوده فى السجن، ولم أرد أن أنتقم". واعتبر مارتن لوثر كينج الابن أن المحكمة العليا فى الولاياتالمتحدة كانت شريكا أساسيا فيما تحقق من إنجاز للسود، ولولا موقفها التاريخى لما كان والده حقق أيا من أهدافه الإنسانية، مشيرا إلى أن المحكمة لم تتآمر على الحكومة وذلك لأن هناك التزام بمبدأ فصل السلطات. وكانت المحكمة العليا فى الولاياتالمتحدة قد قضت بأن قوانين التمييز العنصرى لا تتماشى مع روح الدستور الأمريكى، وقضت ببطلان هذه القوانين فى موقف تاريخى، استطاع من خلاله السود الحصول على الكثير من حقوقهم المهدرة. وقال لوثر كينج الابن لولا دعم المحكمة لموقف والدى وفريقه، لم نكن لنحصل على النتائج التى حصلنا عليها الآن، المحاكم شاركت فى هذه العملية بعد أن رفع الكثيرون قضايا تثبت عدم دستورية بعض القوانين، وهذا ما حكمت به المحكمة". وأضاف: لم تتهم المحكمة وقتها بأنها متآمرة على الإدارة الأمريكية، لأن لدينا فصل بين السلطات، السلطة التنفيذية يمثلها الرئيس، السلطة التشريعية يمثلها الكونجرس، ثم السلطة القضائية، هذه السلطات الثلاث منفصلة تماما، ولم أر أن أى محكمة تتآمر ضد الحكومة".