متستناش السكر يفاجئك.. اكتشفه قبل ما يصيبك !

السكر.. داء العصر.. والأكثر انتشارا بين فئات المجتمع باختلاف الأعمار والأوزان.. ويعد من أخطر الأمراض المزمنة التى تصيب أكثر من 360 مليون شخص حول العالم .. ويؤثر مرض السكر على أجهزة الجسم ولديه من المضاعفات الكثيرة، والتى قد تصل إلى حد الخطورة فى بعض المراحل المتأخرة منه.. ولكن هناك أيضا مضاعفات متطورة وخفية لا يعلمها الكثيرون يتسبب فيها مرض السكر.
وعن أهم تلك المضاعفات يحدثنا الدكتور إكرامى محمد قورة أستاذ طب الأطفال مشيرا إلى أن لعدم انضباط معدل سكر الدم مضاعفات كثيرة تؤثر على كل أجهزة جسم المريض به ، ومن تلك المضاعفات ما هو غير شائع بين المرضى ولا يعرفه الكثيرون لندرته.
السكر.. وخطر الضعف الجنسى للرجل وعدم الاستمتاع للمرأة
وأول تلك المضاعفات هى التى تصيب الجهاز العصبى الذاتى فى جسم الإنسان وهو جهاز هام جدا فى الجسم يعمل على السيطرة على الأجهزة المختلفة فى الجسم، ومرض السكر قد يصيب المرضى به بخلل فى الجهاز العصبى الذاتى والتى تؤدى إصابته إلى زيادة سرعة ضربات قلب المريض مع ارتفاع ضغط دم الجسم أيضا.
ويؤكد قورة أن إصابة الجهاز العصبى الذاتى نتيجة مرض السكر قد تتسبب فى إصابة المريض فى جهازه التناسلى والذى يؤدى إلى الضعف الجنسى عند الرجال وضعف الانتصاب بشكل عام نتيجة النقص فى تغذيه العضو الذكرى كما يؤدى إلى ضعف القذف أيضا.
و فى تلك الحالة يشعر المريض ببعض الأعراض منها مثلا أن يشعر بالانتفاخ فى معدته أى الإحساس دوما بالامتلاء حتى وإن كان قد تناول كمية قليلة من الطعام والشراب ، وهناك نقطة هامة فى هذا الأمر يجب الإشارة إليها وهى أن اعتلال الأعصاب قد يغطى على أعراض الذبحة الصدرية وذلك إذا كان المريض يعانى من مرض قلبى وهى ما تعرف باسم الذبحة التامة.
كما يجب الإشارة إلى أن اعتلال الجهاز الذاتى فى الجسم بسبب السكر يؤثر أيضا على القدرة الجنسية لدى النساء فى نواح معينة حيث إنه يؤدى إلى حدوث ألم لهن أثناء الجماع وجفاف فى المهبل.
مرضى السكر من النوع الأول .. واعتلال الكليتين
وعن ثانى أهم المضاعفات الخفية لمرض السكر يتحدث الدكتور إكرامى حيث إن المرضى بالنوع الأول من مرض السكر يصاب معظمهم وعلى الأرجح ثلثهم تقريبا حسب التقديرات باعتلال فى الكليتين، ووظيفة الكليتين فى جسم الإنسان فى الأساس هى محاوله التخلص من السموم الضارة التى قد تغزو الجسم أو تلك التى قد ينتجها الجسم نفسه بالداخل.
وعند حدوث اعتلال فى الكليتين فإن تلك السموم تتراكم بينما وبعدها يبدأ الألبومين يظهر فى البول بشكل مرتفع وقد يعرض ذلك المريض للإصابة بالفشل الكلوى لا قدر الله. ويضيف قورة أن الألبومين فى البول عبارة عن حالة اشتباه للإصابة بالسكر، وتتراكم الأعراض الأولية للاعتلال فى الإجهاد السريع لعدم تخلص الجسم من بعض المواد الضارة كاليوريا وكذلك شحوب الجلد، وأيضا تورم الأطراف وخصوصا القدمين نتيجة لخروج كمية من البروتينات فى البول مثل الألبومين أو الزلال.
ويعتبر اعتلال الكليتين بسبب داء السكر من أهم الأسباب الرئيسية لوفاه الإنسان، وتزداد قوة وخطورة هذا الاعتلال إذا حدث إن ترافقت مع وجود مشاكل قلبية، أو مشاكل فى الجهاز البولى مثل الالتهابات المتكررة أو ارتفاع فى ضغط الدم.
اعتلال شبكية العين.. الخطر الأكبر للسكر
ومن المعروف أن مرض السكر من أهم الأمراض المزمنة التى تؤثر بشكل كبير على حالة العين لمريض السكر، وعلى قوة النظر لديه وعلى الرؤية أيضا، كما أنها تؤثر وبشدة على حالة شبكية العين، والشبكية فى معناها الطبى هى عبارة عن غطاء يغطى قاع عين الإنسان، والتى يستطيع من خلالها الإنسان رؤية للأشياء، وذلك عن طريق الأعصاب الطرفية والتى تتكون منها، والتى تتولى عملية حمل الأحاسيس البصرية عن طريق الضوء.
ويوضح الدكتور محمد أن أغلب المصابين بمرض السكر خاصة من النوع الأول يعانون من اعتلال شبكية العين وذلك يختلف باختلاف درجة ونسبة السكر فى الدم.
ويؤكد الأطباء أن الإصابة بمرض السكر قد يؤدى إلى نمو أوعية فى عين المريض جديدة، كما يؤدى إلى حدوث نزيف مصاحب لحدوث الانفصال فى شبكية العين.
ويؤكد الدكتور قورة أنه فى الغالب عندما يصاب المريض بالسكر، وبعد العام السابع من الإصابة بالأخص يعانى معظم هؤلاء المرضى من تأثيرات معينة فى شبكية العين، أما بعد مرور ضعف عدد السنين أى 14 عاما من الإصابة بالسكر فتزيد نسبة تأثر الشبكية إلى أكثر من 90%.
وهناك الكثير من الأعراض التى يعانى منها المريض بداء السكر فى تلك الحالة، ومن أهمها الشعور بوميض أبيض فى عينيه كما يشعر بحدوث تغير فى عملية الإبصار ذاتها وهو ما يعد مؤشرا ظاهرا على الإصابة باعتلال الشبكية.
ترصد مرض السكر.. أسبقه قبل ما يسبقك
وفى سياق آخر هناك ما يسمى بترصد أو تقصى لمرض السكر وهى عبارة عن طريقة جديدة لك، إذا أردت أن تكتشف مرض السكر ولا تجعله يفاجئك، وهى عبارة عن رصد أو ترصد له، وذلك فى الأشخاص أو الشرائح التى تعد أكثر عرضة للإصابة بمرض السكر من غيرها، وحتى وإن كان هؤلاء لا يشعرون بأى أعراض تدل على احتمال إصابتهم بمرض السكر، وفى التقصى يستخدم فحض السكر صائما وذلك فى حالات التشخيص المبدئى وأيضا فى حالات المتابعة للمرض.
ويوضح الدكتور محمد أن من أشهر تلك الشرائح أو النوعيات هى الأشخاص المصابون بارتفاع فى ضغط الدم وكذلك يعانون من ارتفاع نسبة الدهون فى الدم. كذلك هناك شريحة أخرى وهى تتمثل فى الأشخاص الذين لديهم تاريخ مرضى وعامل وراثى وتاريخ لمرض السكر مع عائلتهم فى أقاربهم من الدرجة الأولى.
الفئات المعرضة للإصابة بالسكر أكثر من غيرها
وهناك بعض الفئات الأخرى التى تكون عرضة للإصابة بمرض السكر أكثر من غيرها من المرضى، مثل الشخص الذى يبلغ من العمر 45 عاما فما فوق، وإذا أجرى المريض تحليلا للسكر، ووجد أن التحليل طبيعى يجب أن يعيد التحليل كل 3 سنوات للاطمئنان.
وكذلك المصابون بالسمنة ممن هم أصغر من سن ال45 هم عرضة أيضا إلى الإصابة بمرض السكر، كذلك السيدات اللاتى يلدن أطفالهن وعندما يتم وزنهم يكون وزنهم أكثر من 4 كيلو جرامات.
ومن أهم الطرق لمعرفة نسبة السكر فى دم المريض طريقة تسمى اختبار تحمل الجلوكوز، وعن طريق تلك الطريقة يمكننا معرفة المعدل الطبيعى لسكر الدم لدى المريض.
ويضيف محمد أن طريقة اختبار تحمل الجلوكوز للمريض بالسكر هى عبارة عن طريقة تتم بعد أن يقوم الطبيب بإجراء تحليل خاص للمريض وهو صائم، وهذا الاختبار يتم وفقا للتعليمات التى أقرتها منظمة الصحة العالمية وإرشاداتها الصحية.
ويوضح محمد أن التحليل أو الاختبار هو عبارة عن أن الطبيب يقوم بإعطاء المريض محلولا سكريا ويحتوى هذا المحلول على 75 جراما من الجلوكوز وبعده بساعتين كاملتين يقوم الطبيب بإجراء تحليل لسكر الدم للمريض، ومع أخذ المحلول أيضا، وإذا أظهرت النتيجة أن سكر الدم أقل من 140 ملجم ديسيلتر يعد هذا الشخص طبيعيا ولكن يجب على المريض إعادة نفس الاختبار أو التحليل فى يوم آخر بعد ذلك وذلك للاطمئنان والتأكد من صحة التحليل.
الإجراءات التى يتبعها الطبيب عند التأكد من إصابة مريضه بالسكر؟
ويوضح الدكتور محمد المرحلة التى تلى اكتشاف الطبيب أن المريض بين يديه مصاب بمرض السكر، هنا يجب عليه أن يقوم بعده إجراءات مهمة جدا للمريض، ومن أهم تلك الإجراءات أولا يتم قياس ضغط دم المريض وأيضا فحص الطبيب للغدة الدرقية، وقياس نبضه ووزنه وطوله وتقييم نمو الأطفال المصابين بمرض السكر.
وأيضا على الطبيب عمل رسم قلب للمريض وخاصة لكبار السن، أيضا فحص قاع العين ومتابعته كل عام، وكذلك قياس مستوى الهرمون المحفز للغدة الدرقية لمرضى السكر من النوع الأول، وكذلك عمل تحليل مستوى الدهون ومستوى الكولسترول فى دم المريض مع قياس مستوى الكرياتينين ووظائف الكلى، كذلك تحليل البول بشكل كامل، ولابد من الاهتمام بالمتابعة كل عام لتلك الاختبارات كلها، وكذلك يجب أن يكتب الطبيب للمريض على اختبار السكر صائم للمريض ويتم مرة كل ثلاثة أيام، وكذلك عمل اختبار هيموجلوبين سكرى للمريض ويتم متابعة هذين التحليلين كل 3 أو كل 6 شهور لمريض السكر بانتظام واستمرار.