التوحد هو أحد الاضطرابات التابعة لمجموعة من اضطرابات التطور المسماة باللغة الطبية "اضطرابات فى الطيف الذاتوى"، وتظهر فى سن الرضاعة، قبل بلوغ الطفل سن الثلاث سنوات، على الأغلب. قالت د.نهى أبو الوفا استشارية طب الأطفال بقصر العينى، وزميلة الجمعية المصرية لطب الأطفال والمبتسرين، إن الأطفال مرضى التوحد يعانون من صعوبات فى ثلاثة مجالات تطورية أساسية هى: العلاقات الاجتماعية المتبادلة، اللغة والسلوك. وأضافت أنه نظرا لاختلاف علامات وأعراض مرض التوحد من مريض إلى آخر، فمن المرجح أن يتصرف مع كل واحد من طفلين مختلفين، مع نفس التشخيص الطبى، بطرق مختلفة جدا، وأن تكون لدى كل منهما مهارات مختلفة كليا. وأشارت د.نهى أبو الوفا إلى أن حالات مرضى التوحد شديدة الخطورة تتميز فى غالبية الحالات، بعدم القدرة المطلقة على التواصل، أو على إقامة علاقات متبادلة مع أشخاص آخرين. وأوضحت أن أعراض مرض التوحد تظهر عند الأطفال فى سن الرضاعة، بينما قد ينشأ أطفال آخرون ويتطورون بصورة طبيعية تماما خلال الأشهر، أو السنوات الأولى من حياتهم، لكنهم يصبحون فجأة ينغلقون على أنفسهم، ويكونون عدائيون أو يفقدون المهارات اللغوية التى اكتسبوها حتى تلك اللحظة، وعلى الرغم من أن كل طفل يعانى من أعراض مرض التوحد، تظهر طباعا وأنماطا خاصة به.