حينما تدخل حرم جامعة القاهرة من بوابة مترو الأنفاق تجد عم زكريا ماسح الأحذية، يجلس وخلفه كلية دار العلوم، بوجهه البشوش، وعيناه جاحظة فى انتظار أى طالب أو أستاذ أو زائر يضع قدميه على صندوقه الخشبى البسيط، فينكب على حذاء الزبون ويمسحه من أجل جنيه، يرجع به لأسرته، المكونة من 7 أفراد، هذا هو حال عم زكريا منذ سبعة وخمسين عاما يعمل ماسحا للأحذية بالجامعة. يقول عم زكريا ل"اليوم السابع" "أنا موجود فى الجامعة منذ 57 سنة، منذ إن كان عمرى 7 سنوات، أمسح الأحذية، وكنت أعمل أنا ومجموعة من زملائى مع المعلم، وكان هو ال بيوزعنا داخل الجامعة، ويوميتى كانت 20 قرش فقط، لكن كانوا بيجيبوا حاجات كتير، وكان فيهم بركة، ولما كبرت ومات المعلم بتاعى اشتغلت لوحدى". ويضيف عم زكريا، قائلا: "أنا الآن عندى 7 أولاد، أربعة بنات وثلاثة أولاد منهم ولد معاق، والحياة بقت صعبة، ولو ما أشتغلتش ما لقيش أكل، أنا ولا أسرتى، والأسعار بقت نار، وما فيش بركة فى حاجة، ونفسى أرتاح أنا تعبت عندى 64 سنة، لكن الظروف صعبة، وعندى بنت مخطوبة ونفسى أزوجها. ويوضح عم زكريا، "الشغل ما بقاش زى الأول، ولولا الدكاترة وإكراميتهم على مش هلاقى أكل، وكنت نفسى البلد تتغير بعد الثورة، لكن للأسف ما فيش حاجة تغيرت، بالعكس بقى فى بلطجة، وعدم احترام، وأنا كنت فرحان بشباب الثورة فى الأول، لكن دلوقتى أنا زعلان منهم، هو ينفع كل يوم مظاهرات فى كل الشوارع". ويشير عم زكريا، قائلا "الدكتور مرسى ظلم نفسه لأن مصر كبيرة عليه، وهو رجل طيب والناس مش سيباه فى حاله، وأنا شايف ياريت يسيبها، ويخلص نفسه، لأن الرئيس كل ما يقول حاجة يرجع فيها، ووعدنا بحاجات كتير وللأسف، والثورة وقفت حال ناس كتير وأنا منهم، وينفع واحد كبير مثلى يقعد كدة وفى ناس تانية بتلعب بالفلوس لعب، هى دى الثورة، هى الثورة عملت إيه". ويضيف عم زكريا، الجامعة ما بقتش زى الأول، زمان كانوا الطلاب محترمين وعندهم أخلاق ومثقفين بجد، وبيجوا الجامعة علشان يتعلموا، لكن حاليا فى بعض الطلبة بتيجى علشان تقعد على الرصيف، ومع البنات، وللأسف بيجوا علشان يتحرشوا بالبنات، ومش الأولاد فقط لكن للأسف البنات مش زى الأول، وياريت الحرس الجامعى يرجع تانى، بعد ما ترك الجامعة، والفوضى زادت، وبقى فى مشاكل وخناقات بين الطلبة وكأنهم مش فى جامعة، وبقى فى تحرش بالبنات، وكل دقيقة تجد خناقة على باب الجامعة بسبب الدخول.