سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
وائل غنيم على "فيس بوك"..الإخوان اعتبروا أمريكا عدوهم الأول فى الحرب على العراق وقاطعوا منتجاتها.. مرسى أوصى المصريين بعداء اليهود.. والعريان اعتبر البرادعى قائدا للتغيير بعد عودته لمصر.. فماذا تغير؟
كتب الناشط السياسى وائل غنيم، مقالا على صفحته الرسمية عبر موقع التواصل الاجتماعى "فيس بوك"، تحت عنوان "ماذا تغير؟"، قائلا فيه: "أثناء دراستى فى الجامعة شنت أمريكا الحرب على العراق، بدأت جماعة الإخوان المسلمين وشبابها حملة مكثفة لمقاطعة كافة المنتجات الأمريكية. أمريكا كانت عدوا استراتيجيا للإخوان المسلمين، والدعوات لمقاطعتها وطرد سفيرها والتشنيع على النظام السابق آنذاك لموقفه السلبى كانت سمة الوقت، ومنذ عدة شهور، اختفت فجأة هذه العداوة التاريخية، فمنتجات الأمريكان فى أسواق قيادات جماعة الإخوان المسلمين، ورؤساء الأمريكان السابقين وسفراؤهم يزورون مكتب الإرشاد ويشيدون بالإخوان المسلمين ونظرتهم السياسية السمحة، ووفد من 150 رجل أعمال أمريكى يزورون الرئيس ويلتقطون معه صورة تذكارية بينما يدعوهم للاستثمار فى مصر.. بل وحتى جون ماكين، أحد داعمى حرب العراق ومؤيديها والذى كان يتباهى فى حملته الانتخابية أمام أوباما بأنه لن يكون له موقف سلبى، كما لأوباما بخصوص الحرب على العراق، استقبلته قيادات الجماعة وتباحثت معه عمق العلاقات المصرية الأمريكية الإستراتيجية، مضيفا تساؤله: "فماذا تغير؟". وأضاف غنيم قائلا: "منذ عدة أعوام، كان الرئيس مرسى يوصى المصريين جميعا بأن يُرضعوا أبناءهم كراهية اليهود أبناء القردة والخنازير، ويتهكم من زيارة أوباما إلى مصر ويصفه ب"الأوباما الكاذب"، ويدعو لمقاطعة شاملة مع إسرائيل وسحب سفير مصر منها. واليوم وبعد استلامه الرئاسة لم تتغير علاقتنا الدبلوماسية مع إسرائيل فسفيرهم فى القاهرة وسفيرنا الجديد تم تعيينه بعد تولى الرئيس منصبه فى تل أبيب، ورئيسنا سعيد جدا بتواصله مع الرئيس الأمريكى أوباما "الصديق" وهنأه بعد فوزه فى الانتخابات، وليس ذلك فحسب بل اعتذر أيضا فى كافة وسائل الإعلام الغربية عن تصريحاته عن اليهود أبناء القردة والخنازير، عفوا لم يعتذر فقط بل ادّعى أنها اقتطعت من سياقها أيضا! فماذا تغير؟". وواصل غنيم سرده للأحداث قائلا: "حينما جاء محمد البرادعى إلى مصر حاملا لواء التغيير ومناديا بتعديل الدستور، استقبله الإخوان المسلمون بالترحاب، خاصة بعد دفاعه عن حقهم فى ممارسة العمل السياسى فى مصر عبر مختلف وسائل الإعلام العالمية، والتقى به الكتاتنى مع غيره لتدشين الجمعية الوطنية للتغيير، واعتبره عصام العريان قائدا للمرحلة الجديدة فى فيديو مسجل له مشيدا ببطولته، بينما كان أعضاء الحزب الوطنى يشوّهون البرادعى ليل نهار فى وسائل الإعلام المقروءة والمسموعة والمرئية ويتهمونه بالعمالة للغرب، وبأنه كان السبب فى حرب العراق. اليوم وبعد أن حمل البرادعى لواء معارضة الإخوان، أصبحت نفس الاتهامات التى كانت تُلقى عليه من الحزب الوطنى تنتشر على ألسنة قيادات الجماعة وشبابها، وتتهمه بأن يداه ملوثة بالدماء فى حرب العراق.. فماذا تغير؟". واستطرد غنيم: "فى الأيام الأولى للثورة، كان الإخوان المسلمون سعداء بالمشهد الذى تجسد فى ميدان التحرير، وابتعدوا عن كل الشعارات التى تفرق بين أبناء الميدان، فكانت كل الشعارات فى حب مصر مطالبة بالحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية، بل وحتى كل تصريحاتهم الصحفية أثناء وبعد الثورة مباشرة كانت تروّج أن الجماعة لا تسعى للسلطة وأن كل همها كان التخلص من النظام الجاثم على صدور المصريين، وأنها لن تنافس على أكثر من 30% من عضوية مجلس الشعب، بل وأنها لن يكون لها مرشحى رئاسى. كانت الجماعة وقتها تعترف بفضل الشباب وبثورته وبالإنجاز الذى حققوه فى مفاجأة نظام عجوز، والآن وبعد الثورة بعامين تبخرت أغلب هذه الوعود، بل وانتشرت بعض المقالات على صفحات وسائل إعلام الإخوان المسلمين تنسب لها أفضال استمرار الثورة ونجاحها، وتدعى أن ما فعلته قيادات الجماعة من سعى للسلطة لم يكن سوى حماية للثورة.. فماذا تغير؟". وتابع غنيم: "قبل الثورة كان للإخوان موقف واضح مضاد للتعذيب والسجن والاعتقال القسرى، السبب كان واضحا لأنهم كانوا من ضحايا هذه الأفعال التى تقوم بها وزارة داخلية حبيب العادلى، أما الآن فالتعليقات على كل خبر فيه شهادة عن اعتقال برىء أو تعذيب متهم تلاقى تبريرات لهذه الممارسات كما كان رجال وشباب الحزب الوطنى يبررون لقياداتهم تعذيب واعتقال قيادات وشباب الجماعة، فماذا تغير؟". وأشار غنيم إلى أنه بعد الدفع بمرشح الإخوان حنثا للوعد بدلا من دعم مرشح من مرشحى الثورة، وبعد فوز المرشح فى المرحلة الأولى من الانتخابات، قرر الإخوان وقتها استبدال شعارهم من "المرشح الإسلامى الوحيد" -لأن هذا الشعار عجز أن يجمع لهم أكثر من خمسة ملايين صوت فى المرحلة الأولى، إلى شعار قوتنا فى وحدتنا والذى ركز على أن محمد مرسى هو مرشح الثورة الذى سيحقق آمال وطموحات الثورة التى شارك فيها الإسلامى والليبرالى واليسارى والشاب والفقير والغنى وطالبوا وقتها بشعارات واضحة لم يكن منها فرض أيديولوجيات ولا بحث عن هويّة يزعمون أنها ليست بالموجودة.. وبعد فوز المرشح بأصوات هؤلاء انتهى شهر العسل وتحولوا بدلا من تحقيق مطالب وأهداف هؤلاء الذين أنجحوهم فى سباق الانتخابات إلى مطاردتهم وتخوينهم وتشويه سمعتهم واتهامهم بمعاداة الثورة.. فماذا تغير؟". وقال غنيم: "أقنع الإخوان المسلمون الشعب المصرى أثناء انتخابات الرئاسة أن لديهم تصورا كاملا لإدارة الدولة عمل عليه أكثر من ألف عالم مصرى، وهو نتاج عمل طويل لسنوات.. وأكدوا على وجود اتفاقات مع العديد من الدول والشركات العالمية للاستثمار فى مصر بما يزيد على 200 مليار جنيه.. كانت الدولة فى الشهور الأولى فى حالة من الاستقرار (قبل الإعلان الدستورى) تتيح التساؤل: لماذا لم نجد وعدا من هذه الوعود يتحقق؟ ماذا تغير؟". وروى غنيم قائلا: "أسئلة كثيرة، البعض يمتلك التبريرات الجاهزة لها، خاصة تلك المعتمدة على نظريات المؤامرات الكونية التى تعقدها كافة أنظمة الغرب على الجماعة، بالرغم من أن نفس تلك الأنظمة هى التى تلتقى بالرئيس وقيادات الجماعة وتعقد مع الدولة الاتفاقات الاقتصادية ويؤكد المسئولون فى بلادنا على عمق العلاقة الإستراتيجية معهم ليل نهار.. أو تلك المعتمدة على المؤامرات الداخلية التى يقوم بها الفلول (مع تحفظى على التعبير الذى لا يستخدم إلا فى سياق تحقيق مكاسب سياسية)، والتى لم تكشف الرئاسة لما لديها من سلطة تنفيذية ونائب عام عينه الرئيس أى خيوط لها سوى عدة تصريحات ما نلبث أن نكتشف أنها بدون دليل". وأكد غنيم أن كل هذه التبريرات لن تنفع، لأن الحقيقة هى أن محمد مرسى يفقد كل لحظة شخصا انتخبه وظن -خاطئا- أنه سيتغير ويكون وفيا لعهده هذه المرة، مضيفا: "أعتبر أن الجماعة قد وعت الدرس للأخطاء التى وقع فيها النظام السابق من إخلاف للوعود وتغليب مصلحة الأفراد على مصلحة الوطن واحتكار السلطة وتشويه المخالفين والاستهزاء بقلة عددهم وضعف تأثيرهم". واختتم غنيم قائلا: "يقول وارن بافت أحد أغنى أغنياء العالم: "بناء المصداقية يستغرق عشرات السنين، وفقدانها لا يحتاج لأكثر من خمس دقائق، تفكر جيدا".