تشهد دول الربيع العربى تحولات جذرية قد تحوله من ربيع إلى خريف ملئ بغبار التشتت والفرقة ورياح الاضطرابات وعدم الاستقرار وسيول من الدماء وأعاصير من الفوضى. للأسف هذا هو المشهد السائد فى كل دول الربيع العربى التى لم يعود إليها أمنها وأمانها منذ بدء الأحداث منذ أكثر من عامين.. فإذا ألقينا نظرة سريعة على الأحداث الجارية فى دول الربيع العربى نجد الوضع متازما: أولا: مصر.. الناظر إلى الأمور فى مصر نجد أننا فى فتره تشهد صراعا جذريا وحاسما بين طائفتين لكل منهما أهدافه التى ترتكز فى المقام الأول لا على مصلحة الوطن، وإنما على المصالح الشخصية ومحاولة كسب السيطرة على القرار السياسى فى البلد وهذا الصراع يشمل صراعا على الدستور والحكومة والانتخابات البرلمانية المقبلة مما ينذر بأن بحر الدماء لن يتوقف، وأن الوضع الأمنى سينتقل من سيئ إلى الأسوء فى ظل وجود تجاوزت بحق الشرطة وعدم القدرة على السيطرة على البلاد. ثانيا: تونس.. أما الوضع فى تونس فهو أشبه بالقنبلة التى على وشك الانفجار، فكل الشواهد تدل على أن الأمن والاستقرار غائب تماما وأن الوضع السياسى متازم فى ظل مطالبة المعارضة بحكومة تكنوقراط، رغم أن لديهم رئيس مؤقت وليس منتخب، وزاد الوضع اشتعالا بعد مقتل المعارض شكرى بلعيد فضلا عن الأخبار التى تتردد عن أن المؤسسة العسكرية يمكن أن تتدخل بالوضع السياسى بأى وقت. ثالثا: سوريا.. أما سوريا فالحديث عنها يحتاج إلى آلاف المجلدات لتصف لنا بشاعة نظام يقتل شعبه بلا رفق أو رحمة ومعارضة سورية ضعيفة تحاور النظام القاتل وشعب وجيش حر يدفعون الثمن من دمائهم إما النصر وإما الشهادة، وكفى أن ندرك أن هناك أكثر من سبعين ألف شهيد سورى، وهذا الرقم المعلن أقل بكثير من العدد الحقيقى من شهداء الشعب السورى فضلا عن آلاف اللاجئين والمفقودين.. لك الله يا سوريا. رابعا اليمن وليبيا.. الوضع فى ليبيا واليمن فكلاهما مازال يبحث عن طريق الصفر الضائع فلا انتخابات ولا مؤسسات ولا وفاق وإنما هى الفوضة، التى لا تختلف عنهما أى من دول الربيع العربى. لم يعد أمامنا سوى أن ندرك أننا فى اللحظات الفارقة وأنه إما نكون أو لا نكون فان لم نستغل ربيعنا العربى لنعيد أمجادنا الغابرة فإننا سنغرق فى مستنقع من الدماء التى لا تنتهى.