الوطن ماهو إلا أرض، شعب، حكومة، دستور وموارد، يقوم على أساس الديموقراطية والتى هى حكم الشعب بالشعب لصالح الشعب. بمعنى حكم الأغلبية بالعدل والضمير والمساواة للصالح العام. ويدار بواسطة نخبة من أصحاب الخبرات والكفاءات فى شتى المجالات. وهذا هو المفهوم السائد للدولة المدنية المعاصرة، القائمة على أساس الحرية والديموقراطية والعدالة الاجتماعية. أما فى أوطاننا العربية نجد أن الدولة تدار بواسطة نخبة قليلة من أصحاب النفوذ التى تربطهم علاقات شخصية مع النظام الحاكم بغض النظرعن قدراتهم العلمية أو العملية، وهو ما يطلق عليه فن إدارة الدولة وفق (نظرية الولاء) وليس الانتماء، مما أدى إلى تدهور أوطاننا علميا واقتصاديا واجتماعيا وثقافيا وعسكريا وأصبحنا تبعا للغرب فى جميع المجالات ينخر عقولنا الجهل والفقر والضعف، نخشى على أنفسنا من التفكير. إن الشعوب هى التى تبنى الحضارات لكنها تحتاج إلى من يرسم الطريق للوصول اليها. والحكومات ما هى إلا إفرازات هذه الشعوب تحتاج إلى إرادة وعزم ورؤية وضمير لإدارة وطن والخروج به من الأزمات وبراثن الجهل التخلف للوصول إلى بر الأمان، وتحقيق الغايات والأهداف التى ينشدها الجميع فى أوطانهم من حرية ورفاهية. النهضة بالوطن ليست أمنية مستحلة التحقيق، إنما هى ثقافة أمة تحتاج إلى إرادة شعب وإدارة حاكم، النهضة تحتاج إلى علم وعمل النهضة تحتاج إلى إخلاص وتفان ونبذ الذات النهضة تحتاج إلى الصدق مع النفس ومع الآخرين.