فى واقع الأمر أصبح تفسيرى لأشياء كثيرة تحدث من حولى أمر فى غاية الصعوبة وهو ما دفعنى لمواجهة نفسى.. لعله بهذه المواجهة قد أصل لشىء أرهقنى فى التفكير.. ودفعنى لمحاولات كثيرة.. إن ما يحدث حولنا شىء مخيف ومرعب يصعب تفسيره أشعر بأننى أريد أن ألقى كلمة "لماذا" على كل ما أراه وأفعله يوميا وكل ما يفعله الآخرون من حولى أيضا.. حيث إنه باتت أشياء كثيرة فى الآونة الأخيرة ليس لها مبرر ولا معنى.. من جدل سياسى وفوضى أخلاقية وثرثرة إعلامية فارغة.. أما الأشد خطرا هو أمر الإنسان وإقحام ذاته بما لا يعنيه وكثيرا ما أسأل نفسى "لماذا لا يسير كل منا فى طريقه فقط؟" حيث التركيز على أموره فقط وليس له من أمور من حوله فى شىء أن التدخل فى حياة البشر أصبح شيئا مرعبا وقاسيا لا أستطيع تفسيره أو إيجاد معنى حقيقى له..... لن أحاول معرفة ما يريدونه ما يسمون بجبهه الإنقاذ اليوم.. أى إنقاذ هذا؟؟ كيف يبادرون بأفعال ليست لهم وهى من درب خيالهم وأوهامهم وما لهم هم بالأفعال.. لا يصح أبدا أن نلصق بهم هذه الكلمة "أفعال" لأن كل ما قاموا به منذ البداية وحتى الآن لا يتعدى فى الحقيقة عن "أقوال" وأغلبها كاذبة لا صحة لها ولا وجود.. يشكلون اجتمعات ويعقدون مؤتمرات من أجل التدخل الرشيد فى أمور دولتهم الغالية والتى أعياها تفكيرهم ومبادراتهم وأغلق أبوابها عقولهم وسياساتهم... لماذا لا نسعى جميعنا للإنقاذ بالعمل "بالأفعال لا بالأقوال" أصبحنا شعبا لا يجيد سوى فن الكلام فى الصحافة كلام وفى التلفزيون كلام وفى الشارع كلام.... لا أجد من حولى سوى كلام وتحليلات رائعة ووجهات نظر مختلفة فيما يحدث.. بكل المقاييس والمعايير أصبحنا شعبا يرفض التغيير حيث إن المبدأ السائد هو لماذا العمل والإرهاق طالما نحن نجيد فن الكلام والإقناع والتحليل والسيطرة على عقول البسطاء من حولنا... هم جبهة الإنقاذ لوطن أوشك رصيده على النفاد.. والأجدى أن نتوقف جميعنا عما نفعل فلابد وأن نتوقف عن الكتابة والقراء وجميع الأعمال وننتظر الإنقاذ من هذه الجبهة المنقذة والتى أوشكت على الغرق الحتمى عما قريب !!! لن يضع الله لنا طريقا قويما وسليما طالما أننا مازلنا نرتدى عباءة الجهل وادعاء المعرفة وننام على وسادات عريضة نفقد بها عقولنا نغلق عينانا عن الحقيقة حالمين بأشياء لم نعبأ من أجل الحصول عليها ولم نكد ونعرق وصولا لها... ولن يغير الله لنا حال طلما لم نغير ما فى أنفسنا.