سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
"جودة" عامل بكافيه مجاور للاتحادية يفقد عينه بطلق خرطوش.. المصاب: الأمن أطلق علينا النار أثناء تأدية عملنا متعمدا قتلنا.. ووالده: سنقاضى وزير الداخلية ورئيس الجمهورية لأنهما المسئولان
سادت حالة من الحزن على بيت المواطن جودة سعيد جودة، أحد مصابى أحداث الاتحادية التى نشبت يوم الجمعة الموافق الأول من فبراير، وأدت لإصابته بطلق خرطوش أفقده عينة اليمنى. يعمل "جودة" بأحد الكافيهات الشهيرة بشارع الميرغنى بجوار قصر الاتحادية، لم يكن من المتظاهرين ولم يشتبك مع أحد من قوات الأمن حتى يصاب، وإنما أصيب أثناء أداء عمله الذى يسعى إليه كل يوم من أجل قوت يومه وبناء مستقبله. ويقول "جودة" البالغ من العمر 23 عاما أثناء لقائنا به من داخل بيته: "أثناء تواجدى بمقر عملى يوم 1-2 اندلعت الاشتباكات حول قصر الاتحادية، هنا قررنا أن ننهى عملنا ونغلق الكافية، حيث تزداد حدة الاشتباكات، وأصبح الكر والفر سمة المنطقة بأكملها ولن يأتى أحد للجلوس على الكافية فى ظل هذه الظروف والأحداث، وأصبح وجودنا ليس له سبب وطلبنا من قائد القوات التى تتواجد فى محيط الكافية وتقوم بتأمين قصر الاتحادية من ناحية الميرغنى أن ننصرف ونغلق الكافية، لأننا لسنا متظاهرين وإنما نؤدى عملنا داخل الكافية، والذى كان رده أن نظل داخل الكافية بعض الوقت، ثم أتى إلينا مرة أخرى بعد مرور بعض الوقت، ووافق على أن نغلق مقر العمل وننصرف". وأضاف: "لم يمر سوى لحظات بمجرد أن قال هذه الكلمات وبمجرد أن بدأنا غلق المحل فوجئنا بقوات الأمن من خلف القائد تطلق طلقات الخرطوش علينا، مما أدى إلى إصابتى أنا وآخرين من زملائى بالعمل، بعد ذلك أتت سيارة الإسعاف ونقلتنا إلى مستشفى عين شمس التخصصى، وتم الكشف علينا وصدر التقرير الطبى الذى يفيد إصابتى بانفجار بالعين اليمنى أثر الإصابة بطلق خرطوش والتى استوجب إجراء عملية عاجلة". ويصمت "جودة" ويلتقط الحاج "سعيد" والده أطراف الحديث قائلاً: "اليوم دا أنا قولت لجودة ما تنزلش الشغل عشان الوضع مش مستقر، لكنه أصر على النزول، عشان حال الشغل ما يتعطلش، وبعد ما زادت الاشتباكات اتصلت بيه على الساعة 8 مساء وقولتله أقفل وتعالى كدا الوضع مش مستقر وكان رده أنه بيقفل بالفعل، وعلى وشك الانصراف، وعلى الساعة 9.30 لم يأت للبيت برغم أن الطريق لا يستدعى سوى نصف ساعة، لأن جودة معاه عربية ومش هياخد وقت فى الطريق". وأضاف الوالد: "بدأت فى الانشغال والاتصال على جودة أنا وأمه ولم نستقبل منه سوى إغلاق الاتصال، هنا قررنا النزول والذهاب إلى مقر عمله، وبمجرد الوصول علمنا أن جودة أصيب هو وزملائه وتم نقلهم إلى مستشفى عين شمس التخصصى، ذهبنا إلى المستشفى وجنا جودة غارق فى الدماء ومنتظر دخول غرفة العمليات". واستنكر الأب سعيد ما حدث لأبنه من قوات الأمن، وما ذنبه هو وزملائه فى ذلك وهم يقومون بأداء عملهم، وما الداعى لإطلاق الرصاص والخرطوش طالما أن قنابل الغاز تفرق المتظاهرين، وكيف يكون الضرب فى من لا ذنب لهم ولم يشتبكوا مع أحد، إن ما يحدث ليس له مبرر، أن يفقد ابنى عينه بدون وجه حق أو أى ذنب، وهو ما يعتبر تعمد قتله من قبل قوات الأمن. وعن الإجراء القانونى الذى اتخذه قال والد "جودة": "اتخذنا الطريق القانونى المعلن عنه من قبل التليفزيون من النيابة، واتصلنا على أرقام التليفون الموضحة وذهبنا إلى النيابة التى إفادتنا بسرعة تحرير محضر بالقسم، وبالفعل تم تحرير محضر رقم 41 أحوال قسم مصر الجديدة، وتم تحويله للنيابة التى حددت يوم الأحد 10-2 لسماع أقوال جودة وزملائه، والتى قررت عرض جودة وزملائه على الطب الشرعى لاستكمال إجراءات القضية". وأضاف الأب أن الشركة التى يعمل بها جودة وزملائه قررت رفع دعوى قضائية ضد وزير الداخلية ورئيس الجمهورية، عن إصابة جودة وزملائه أثناء أداء عملهم بمقر العمل، لأنهم هم المسئولين عما حدث لهم من إصابات.