قال عصام سلطان، نائب رئيس حزب الوسط: "أسوأ ما فى المشهد السياسى الآن، أنك لا تستطيع أن تحاسب القائمين على الحكم، لأنهم يتدثرون بأفعال الانقلابين الصبيانية، فيبررون أخطاءهم وتقصيرهم وضعف كفاءتهم، ولا تستطيع أن تنتقد الانقلابين لأنهم لا يأتون فعلاً سياسياً قابلاً للاتفاق والاختلاف، ولكنهم يأتون أفعالاً جنائية مكانها قانون العقوبات وليس قانون مباشرة الحقوق السياسية". وأضاف سلطان فى مدونة نشرها عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعى "فيس بوك": "بين هؤلاء وأولئك فإنك لا تستطيع أن تمارس دورك فى معارضة موضوعية واعية بظروف وإمكانات وطموحات بلد كبير مثل مصر، كبير فى التاريخ والجغرافيا والحضارة، وكبير فى المشكلات والمعضلات الحياتية الداخلية والإقليمية والدولية، ضاربا مثلا: فمنذ إقرار الدستور، والحكومة لم تتقدم بمشروع قانون واحد يلبى نصاً واحداً من هذا الدستور، فضلاً عن عشرات النصوص، كقانون الحد الأدنى والأعلى للأجور، وكذلك المعاشات وقانون التأمين الصحى وقانون الضمان الاجتماعى وقانون مفوضية الفساد وقانون المجلس الاقتصادى والاجتماعى". وأشار سلطان إلى أنه لم نسمع حتى الآن عن مجرد تشكيل لجان من المختصين لوضع تصور لتلك القوانين، ولا يرد على ذلك بأن مثل تلك القوانين قد تزيد من أعباء الدولة، وأن الميزانية لا تسمح، قائلا: نحن ندرك ذلك جيدا، ولكن هناك فرق بين سن القانون الذى يحقق الأمل عند الناس وبين بدء سريانه، فليكن بدء السريان بعد عام أو بعد عامين أو بالتدريج لحين تحسن الأحوال، ولكن مجرد إقراره فقط يفتح أبواب الحلم والأمل والاطمئنان على المستقبل، ويقضى على حالة الإحباط واليأس السائدة الآن. وأوضح سلطان، "حين تتوجه بنقد مثل هذا للقائمين على الحكم، فإن صوتك قطعاً غير مسموع، لأنه أدنى من صوت الآلى وأبرد من حرارة المولوتوف وأبطأ من سرعة الشماريخ وأضعف من قوة الونش، فلا صوت يعلو فوق صوت المعركة، هكذا فهمنا من إعلام يونيو 1967 الذى يدير معركة الانقلابين الآن، والمسئولون مشغولون بالرد عليهم، وحين تتوجه للانقلابين بالنقد لأفعالهم المؤثمة جنائياً، ناصحاً إياهم بسلوك الأسلوب الحضارى، فإنك حتماً متواطئ مع الإخوان المسلمين، شئ واحد فقط هو المقبول منك..أن تحمل البندقية وتتوجه إلى الاتحادية .. وأضاف سلطان: "أعتقد أننى لست وحدى الذى يعانى من هذا الفصام النكد الذى يلف الحياة السياسية بسحب الغبار والضباب بل السواد، مشيرا إلى أن كثيراً من الناس العاديين يشعرون بذات الشعور، ويحاولون الفكاك من تلك المصيدة أو الكماشة أو الثنائية القاتلة". وأكد سلطان: إننى ألمح روحاً جديدة خاصةً بين الشباب، تريد أن تتمرد على هذا الواقع الأليم، المصنوع لنا، وتخرج منه لتفرض نفسها على السياسة والفكر والثقافة، تعارض بكل قوة.. وتقف ضد العنف، تحاسب الحاكم المخطئ أو المقصر.. وتحمى إرادة واختيار الناس، وتدافع عن حقوق وكرامة المواطن المسحول.. وجندى الأمن المركزى المحروق بالمولوتوف! كل ذلك فى آن واحد وبروح واحدة، دون انحياز لطرف على حساب الحقيقة، إننا لن نستسلم أبداً لتلك القسمة الظالمة.. لن نهدى ثورتنا لمقصر أو مخطئ.. كما لن نهديها لانقلابى طامع سوف نتمرد عليهما معا".