سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الإعلام الإسرائيلى: زيارة نجاد لمصر التاريخية ستبوء ب"الفشل".. والخلاف المذهبى بين القاهرة وطهران لن يساعد فى عودة العلاقات.. ومرسى يحاول الاستقواء ب"الوحدة الإسلامية" رغم فشله فى احتواء المصريين
علقت جميع وسائل الإعلام الإسرائيلية على زيارة الرئيس الإيرانى محمود أحمدى نجاد للقاهرة خلال مشاركته للقمة الإسلامية التى ستعقد فى القاهرة غدا الأربعاء، واصفة إياها بالزيارة التاريخية التى ستبوء بالفشل، على حد وصفها. وقالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية خلال تقرير مطول لها إنه على الرغم من أن تلك الزيارة تعتبر الأولى التى يقوم بها رئيس إيرانى لمصر منذ قيام الثورة الإسلامية فى إيران فى عام 1979 أى منذ 34 عاما لحضور مؤتمر القمة الإسلامية، إلا أنها لن تحل مشاكل مصر بعودة العلاقات مع الجمهورية الإسلامية خاصة بعد أن فشل المشروع الذى تتبناه القوى الإسلامية الحاكمة فى مصر حاليا وعلى رأسها جماعة "الإخوان المسلمين" فى بناء دولة ديمقراطية، بالإضافة إلى أن هوة الأيديولوجية الدينية بين القاهرةوطهران لن تساعد فى عودة العلاقات. وأضافت يديعوت أن مرسى يحاول الاستقواء بمشروع الأمة الإسلامية، فى الوقت الذى فشل فيه فى احتواء المصريين تحت راية مشروعه الإسلامى. وأشارت الصحيفة الإسرائيلية إلى أن طهران تدعو دائما إلى تدمير إسرائيل فى كل مناسبة وكل وقت لكسب تعاطف العالم الإسلامى، إلا أنها من خلال الممارسة العملية فإنها توجه لبنان من خلال حزب الله وسوريا من خلال بشار الأسد إلى هذه المواجهة لنشر مفهومها الشيعى بالمنطقة على حساب العالم السنى، على حد قولها. وأضافت يديعوت أن أهمية المؤتمر الذى سيعقد غدا الأربعاء بالقاهرة تأتى أهميته بعد أول مؤتمر للقمة الإسلامية التى عقدت فى الرباط العاصمة المغربية عام 1969 فى أعقاب حريق المسجد الأقصى فى أن الرئيس المصرى محمد مرسى يريد تقديم نفسه فى المستقبل القريب كرائد يقود العالم الإسلامى خلال فترة تولى بلاده رئاسة القمة. وقالت الصحيفة العبرية إن مرسى سيسعى خلال الثلاث سنوات المقبلة – فترة تولى بلاده زعامة القمة الإسلامية- رسم صورة مثالية له خلال فترة انعقاد المؤتمر فى وتبنى وجهة نظر وهمية عن أهمية الوحدة الإسلامية. وأضافت يديعوت أن عناق نجاد ومرسى فى المملكة العربية السعودية منذ عدة أشهر خلال قمة "عدم الانحياز" لن تنهى 1300 سنة من الكراهية بين السنة والشيعة والصراع على الهيمنة ومسألة من هو مسلم ومن هو "زنديق". وقالت يديعوت إن جميع ممثلى الدول المشاركة فى القمة يعرفون جيدا أن النظام المصرى الحالى برئاسة جماعة "الإخوان المسلمين" الذين تبنوا من قبل شعار "الإسلام هو الحل" لا يرون أن هذا النظام يستطيع الخروج من المصاعب الاقتصادية السائدة فى البلاد فى المستقبل القريب. وقالت الصحيفة العبرية إن حلم الوحدة الإسلامية لم يتحقق بين البلدان الإسلامية وبين الطوائف الدينية منذ أول اتفاقية للمؤتمر الإسلامى قبل 44 عاما بسبب الخلافات الأيديولوجية والدينية الهائلة بين الشيعة والسنة فى العالم هائلة، مضيفة: "إنه إذا كان الأمر كذلك، لماذا أحمدى نجاد يزور القاهرة الآن؟"، مجيبة فى الوقت نفسه أن أحمدى نجاد يحاول تجديد العلاقة بين إيران بعد الجمود الذى حدث بها منذ عهد الرئيس السابق حسنى مبارك. وأشارت يديعوت إلى أنه فى الماضى، قال أحمدى نجاد إن الوحدة الإسلامية بين مصر وإيران يمكنها القضاء على "الكيان الصهيونى" والقضاء على سيطرة الولاياتالمتحدة على الشرق الأوسط"، لكن مرسى على عكس نجاد منذ وصوله إلى السلطة يحافظ على الخط المحافظ والحذر الشديد فى الشئون الخارجية فيما يتعلق بالسياسة الخارجية مع الولاياتالمتحدةالأمريكية وإسرائيل. ومن بين الأسباب التى رجحتها الصحيفة العبرية لعدم عودة العلاقات مرة أخرى هو الهجوم الشديد الذى تبنته جماعة الإخوان ومرسى ضد نظام بشار الأسد ورعاية طهران له ومساندته، مضيفة أنه من غير المقبول أن تضع القاهرة سكينا فى ظهر الثوار السوريين خاصة فى هذا الوقت بتجديد علاقاتها مع طهران. وأضافت يديعوت أنه كان السبب الرئيسى قطع العلاقات بين إيران ومصر فى عام 1980 التوقيع على معاهدات السلام المصرية مع إسرائيل، لذلك حتى من الجانب الإيرانى يبدو من المحتمل أن تجديد العلاقات الدبلوماسية مع القاهرة ستكون "صفر"، لأن كلا الجانبين يدرك أن مصر لا يمكن إلغاء الوضع الحالى لاتفاقات السلام مع تل أبيب. ولخصت يديعوت تقريرها بأن الزيارة ستكون فى نهاية المطاف هى زيارة شكلية بعد فشل الرئيس الإيرانى فى كل ميدان دولى وقيادة بلاده إلى العزلة والمصاعب الاقتصادية التى تتعرض لها بلاده، وبالتالى فهو يسعى لإنجازات دبلوماسية خيالية قبل نهاية ولايته هذا العام فى شكل علاقات تاريخية بين إيران ومصر.