سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
أنصار التيار الإسلامى يهاجمون المثقفين بمعرض الكتاب..ويصفون معارضيهم بعدم الوعى..ويتهمون نصار وأبو سعدة بالعمالة لأمريكا..ويتسببون فى إفساد بعض الندوات.. والسعيد يرد على هجومهم: اللى بيكذب بيروح النار
شهدت فعاليات الدورة الرابعة والأربعين من معرض القاهرة الدولى للكتاب، والتى تنتهى يوم 9 فبراير الجارى، بعد مد فترة المعرض أربعة أيام لإتاحة فرصة لتنشيط حركة البيع، العديد من المشادات بين جمهور المعرض والمثقفين والمفكرين، أثناء الندوات واللقاءات المفتوحة، والتى كان سببها جميعا دفاع أنصار مرسى عنه ومهاجمة معارضيه للدرجة التى أوصلت الحال إلى إلغاء ندوة وإفساد أخريات، وهو الأمر الذى حظى باستياء الكثيرين من المثقفين وجمهور المعرض، ووصفوه بأنه "غزوة المعرض" التى لا تريد للكتاب أن يعبروا عن رأيهم بحرية. بدأت هذه المناوشات فى المقهى الثقافى الذى استضاف الشاعر الكبير جمال بخيت، والذى قرأ على الجمهور قصيدة "دين أبوهم اسمه إيه"، فسادت حالة من الارتباك والتشاحن بسبب إحدى المداخلات التى انتقدت عنوان قصيدته، حيث خرج أحد الحضور هيئته توضح أنه ينتمى للتيار الإسلامى، يردد جملة "إن الدين عند الله الإسلام"، مما دفع الفنانة فردوس عبد الحميد، والتى كانت ضمن المدعوين إلى الانفعال بسبب ترديده للجملة بدون وعى، قائلة "الأديان ثلاثة وكتاب الله أمرنا أن نؤمن بالتوراة والإنجيل". وأضافت عبد الحميد فى تعليقها غاضبة إن مثل هؤلاء المندسين يهدفون إلى إفساد المعرض وشعاره "حوار لا صدام"، مشيرة إلى أن ما حدث الهدف منه تحويل دفة الحوار من الحديث عن النظام الاقتصادى المصرى المنهار، والذى تنكر الحكومة المصرية واقعه، وحقنا لحالة الغضب دعا الحضور جمال بخيت إلى إلقاء الشعر، موضحا قبل بدأه فى إلقاء الشعر إلى أن جملة "إن الدين عند الله الإسلام" القصد منها التسليم ولا مجال لنا للإفتاء إلا فى حضور علماء الأزهر، ملقيا بخيت قصيدة "يا مسحراتى" لإعادة الروح الوطنية بين الحضور. نفس الحالة شهدتها مناظرة حول الدستور الجديد، وكان فى ضيافة المعرض كل من الدكتور جابر نصار والحقوقى حافظ أبو سعدة، حيث هاجمهم عدد كبير من الحاضرين من التيارات الإسلامية، واتهموا المحاضرين بأنهما ينتقدون نصوص الدستور لأنهم ممولون من السفارة الأمريكية، مما دفع الإعلامى محمود شرف إلى الانسحاب من إدارة المناظرة، مطالبا بغلق الصوت عن الميكروفون الخاص بالجمهور بعدما تجاوزوا، إلا أن مهندس الصوت كان غير موجود بالقاعة، فهم بالانصراف، رافضا استكمال المناظرة فى ظل وجود ما وصفه ب "الغوغائية فى الحوار". وعقب انسحاب "شرف" من إدارة المناظرة التى كان عنوانها "الدستور المصرى"، قام الضيوف بإنهاء الجلسة والانصراف من القاعة، وأثناء انصرافهم استمر أنصار مرسى فى قذفهم بالاتهامات مثل "أنت تأكلون على موائد الأمريكان فلا مكان لكم بيننا ورأيكم لا يهمنا"، وآخرون أكدوا أن الدكتور جابر نصار قام بالتوقيع على بعض المواد الخاصة بالدستور قبل انسحابه من تأسيسية الدستور، ولنفى التهمة عن نفسه أخرج "نصار" ورقة ليؤكد بها للجمهور أنه لم يوقع على أية مادة، ودفعت شدة الحوار وارتفاع الأصوات بين الضيوف وأنصار التيار الإسلامى، موظفى الهيئة والقائمين على تنظيم المعرض، إلى التدخل لفض الاشتباك اللفظى، ودعوة الحضور إلى النقاش بهدوء، لافتين إلى أن شعار المعرض "حوار لا صدام". كما هاجمت سيدةٌ كلا من الروائى الكبير إبراهيم عبد المجيد والدكتور أحمد بهاء الدين شعبان، فى بداية ندوة لمناقشة كتاب "حكايات من زمن فات" للناشط والمفكر اليسارى كمال خليل، لحديثهما عن تصرفات شباب جماعة الإخوان المسلمين خلال هذه الفترة، وحاولت على مدار الندوة قطع حديثهما، فطالبها "عبد المجيد" بالانتظار حتى نهاية الحديث، وإبداء رأيها فى النهاية. وعقب انتهاء الندوة سمح "عبد المجيد" لمن قاطعته بأن تكون أول المتحدثين، فسألته حول موقفه إن كان مؤيدًا ل"مرسى" أم لا، كما طالبت أحمد بهاء الدين شعبان بالتماس العذر ل"مرسى"، واصفةً إياه ب"ولى أمرنا" بمثابة "أبونا أو أمنا"، وهو ما اعترض عليه "شعبان" قائلاً "ده عندك انتِ بس". كذلك هاجم عدد من مؤيدى مرسى، وجماعة الإخوان المسلمين، د. رفعت السعيد رئيس حزب التجمع، واتهموه بعدة مواقف قديمة توضح تأييده لنظام المخلوع محمد حسنى مبارك، وقبوله للتوريث، وأكدوا أنهم سمعوا عدة تصريحات له تؤكد ذلك، فرد رفعت السعيد عليهم قائلاً "اللى بيكذب بيروح النار"، مضيفًا من لم يقرأ مقالاتى فى عام 2010 ويعرف مواقفى من النظام فلا يتحدث فى السياسة، وهنا علق أحد الحضور قائلاً لمؤيدى الإخوان "حاسبوا أنفسكم أولاً"، وكان ذلك خلال مناظرة تحت عنوان "الوضع السياسى فى مصر بعد الثورة". وشهدت المناظرة عدة محاولات لإفسادها، وهو ما هدد به الإعلامى محمود شرف، الذى هدد بإلغاء المناظرة فى حالة مقاطعة المتحدث، كما هاجم أحد مؤيدى الرئيس، المنصة جميعًا واصفًا إياهم ب"عدم الوعى"، وهو ما دفع "شرف" بالرد عليه قائلاً "أنتم جميعًا جهلة فلا يصح أن تصف الضيوف بمثل هذا اللفظ"، وهو ما أدى أيضا لتدخل عدد من أفراد الأمن بالقاعة لتهدئة الأوضاع مطالبين الحضور بالتزام آداب الحوار.