الكرسى ظل زائل، يلتفت عليه الغبار، ما بين رئيس منتخب وجبهة تحارب من أجل حوار يضمن لها البقاء، على أوتار الشعب الذى ضحى ومازال يضحى بثورة لا تسمن ولا تغنى على الأقل من جوع، بل يزداد الفقر فقرا والدم دماء تسير على نهج الاستعمار بين أبناء الوطن الواحد، لا رئيس يقدم، وجبهة تأخر وتحطم من أجل منصب زائل أو شعب يغرق فى بحر ميت لا يمد بصلة للحياة والمعيشة التى تكاد تنفجرشريانها الحيوى وهو قوت يومه الذى لم يعد متاحا له، رئيسا وأحزابا وتيارات تغرق فى الخلافات التى لا تمت بواقع محسوس للشعب. الكل يشارك فى بناء الخراب تحت مسمى الشعب يريد ولم يرد الشعب، ما يريده سوى الجوع والعرى والقتل والفشل من كل التيارات تحت ظل الانقسام، كل يبحث عن ملذاته الشخصية من ظهور وأموال ومناصب لم يحك عنها التاريخ لطالما أنها لم تثمر منه شيئا ولا تبنى أوطانا. فالصراع المتبادل يدفع ضريبته شعب قامت من أجله ثورة كان يحلم بها لتحقق له أمجاده لكن كاد هذا الشعب أن يستيقظ من نومه فيتمنى ألا تعود هذه الأيام بل يخاف أن ينام مرة أخرى لما يراه من نكسه تقضى على ما حققه من أمجاد تربى وتعلم وتزوج وخلف أولاد ثم فى لحظ يموت، ما أنتجه تحت قطار أو انهيار عقار أو عربة أو تحت كبرى يتعاطى أو فى طائرة أو سفينة أو بحرا طمعا فى الهجرة باحث عن لقمة عيشه وأم تبكى على أبنائها. هكذا مصر فى كل عام تنوى الرحيل إلى المجد والعزة والكرامة لكنها تجد فى طريقها الشوك والمستنقعات، التى تغرق أحلامها تيارات ثائرة فى ظلام الليل لم يعرف طريقها من أين تبدأ وإلى أين تتجه؟! فالبداية من الشعب والاتجاه من الأمن ولقمة العيش المفقودة فكيف برئيس وجبهة يأكلون ويلبسون وينامون فى أمن وأمان وشعب طار من عينه النوم بكاء، وحسرة، على أسوأ حال ومازال مستمرا فى الانهيار والضياع، إلى متى يا هذا الحال تقسو على شعب ينتظر شعاع الوحدة والبناء والأمجاد تحت راية أمنا الوحيدة التى تأوينا (مصر) الحبيبة فإذا مات الأب بآلام تحيا الأقدام وبالحزمة تقوى على الانكسار. أدعوك يا شعب لا تستيقظ من نوم طال الحلم فيه قيامة تقام، فهكذا قد حسبت على مالم تفعله من أقوام الظلم فيه يهاب، وروحك قد ترفع من هم يطال أولادك ولم تجد ما يزيل عنك الأهوال فتموت حيا من الأمراض، والأحزان، من أقوام يسارعون فيه إلى كرسى مبنى من عظام مخلوطة بدماء الشباب فيطول المكث عليه لكنه سيثور يوما من حمل به قد هان وفان بين جسد يتوارى فيه الأعذار والإهمال من قوم أرادوا الحل ولكنهم أرادوا المحالز فدعاء الشعب يوما على أقوام يا رب أنت الذى بيننا وبينهم ارحم شعوبا قد أكلتهم الذئاب.