وزير الخارجية يرأس وفد مصر بالقمة الأفريقية بدلا من الرئيس.. ويطرح المبادرة المصرية للتنمية الأفريقية ومشروع يربط بين الإسكندرية وبحيرة فيكتوريا.. ويشيد بدور القارة السمراء فى الاعتراف بدولة فلسطين

استكمل وزير الخارجية محمد كامل عمرو مشاركته فى أعمال القمة الأفريقية المنعقدة باديس أبابا بعد اعتذار الدكتور محمد مرسى رئيس الجمهورية عن الحضور.
وطرح وزير الخارجية مبادرة مصر لتحقيق التنمية والتكامل الأفريقى من خلال مشروع للربط الملاحى النهرى من بحيرة فيكتوريا إلى البحر المتوسط، وإنشاء مجموعة من مراكز التدريب والأبحاث بطول المجرى الملاحى بما يسهم فى تعزيز التجارة البينية بين دول النهر ويسهل أيضا من حركة التجارة مع دول العالم، وذلك بالتوازى مع استكمال محور التنمية من القاهرة إلى كيب تاون، الذى سيفتتح جزؤه الخاص بالربط البرى بين مصر والسودان خلال شهر فبراير المقبل.
يأتى هذا بالتزامن مع استضافة مصر خلال العام الجارى لقمة رؤساء دول وحكومات التكتلات الاقتصادية الثلاثة كوميسا وسادك وتجمع شرق أفريقيا، بمشاركة ست وعشرين دولة أفريقية لبحث المواءمة بين سياسات وبرامج التكتلات الثلاثة فى مجالات التجارة والبنية التحتية، وبما يصب فى صالح الأهداف للاتحاد الأفريقى فى تحقيق التنمية الاقتصادية المستدامة، والقضاء على الفقر، وتحسين مستوى المعيشة، وتعزيز الاندماج على مستوى القارة
وأجرى وزير الخارجية حوارا مطولا مع رئيس جنوب أفريقيا جاكوب زوما قائلا:"نحرص على التشاور مع جنوب أفريقا لتحقيق الأمن والاستقرار فى أفريقيا".
وأكد عمرو خلال لقائه برئيس نيجيريا جودلاك جوناثان على الأهمية التى توليها مصر لتعزيز العلاقات التاريخية بين البلدين وحرصها على مواصلة التنسيق المتبادل فى مختلف المحافل الإقليمية والدولية لخدمة المصالح الأفريقية وأضاف:"أعربت عن تطلعنا إلى مشاركته فى القمة الإسلامية التى تستضيفها القاهرة فى 6-7 فبراير 2013 ".
وتحدث وزير الخارجية مع رئيس ساحل العاج حول الوضع فى مالى قائلا:"استمعت منه إلى تقييمه للوضع الراهن، وأكدت على اهتمام مصر بالحفاظ على وحدة مالى وسلامة أراضيها والتعامل مع الأزمة الراهنة من منظور شامل يتعامل مع أبعادها المختلفة ويعالج جذورها سياسياً واقتصادياً وتنموياً".
وأجرى وزير الخارجية لقاءً مع رئيس ساحل العاج حسن واتارا معربا عن رغبة مصر فى تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين فى مختلف المجالات، واهتمامها بزيادة الاستثمارات المصرية فى ساحل العاج،.
وعن ملف السودان أكد الوزير، أن مصر مستعدة للقيام بأى جهد لتقريب وجهات النظر بين السودان وجنوب السودان حول القضايا العالقة بينهم قائلا:"مصر لا هدف لها سوى تحقيق الاستقرار والتنمية فى هذه المنطقة".
وأكد الوزير خلال القمة على اعتزازه الشديد بموقف قارتنا التاريخى وتضامنها مع الشعب الفلسطينى وسعيه لنيل حقوقه المشروعة. قائلا:"إن تصويت الغالبية الساحقة لدول القارة الأفريقية لصالح قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة يوم 29 نوفمبر 2012 والذى منح صفة الدولة المراقب غير العضو لفلسطين، يؤكد انحياز أفريقيا الدائم لمبادئ العدالة والقيم الإنسانية السامية وإننى على يقين من استمرار هذا الموقف الأفريقى المُشرف المُساند لنضال الشعب الفلسطينى حتى يتوج بإقامة دولته المستقلة ذات السيادة وعاصمتها القدس الشرقية".
وطالب "عمرو" بمواصلة جهود الحوار والمصالحة دون تفريط أو مساس بوحدة مالى وسلامة أراضيها وقال:"لابد من التحرك بمنظور شامل، يتعامل مع الأبعاد المختلفة للأزمة ويعالج جذورها سياسياً وتنموياً وفكريا وأمنيا فى الوقت الذى يراعى فيه حقوق الإنسان للمواطن المالى وحقوق الأجيال القادمة فى التنمية والأمن والاستقرار، وهو ما يؤكد من جديد على أهمية دعم جهود التنمية فى منطقة الساحل، خاصة فى الشقيقة مالى، حيث إن الاستثمار فى التنمية هو الخيار الأجدى لتحقيق السلام والاستقرار الدائمين والحفاظ على موارد القارة وحماية شعوبها".