هذا العنوان فى الحقيقة هو طرفة اعتدنا أنا وبعض الأصدقاء التندر بها عندما نقابل صنفا معينا من الناس وللأسف كثر هذا الصنف الآن. والإجابة ببساطة هو أنه إذا خسر فالقمار حرام وألف حرام، أما إذا كان المكسب من نصيبه فالقمار حلال (طبعا المقصود مفهوم ولسنا بصدد حكم شرعى متفق عليه بحرمة القمار). هذا ببساطة مسلك هذا الصنف فى الحياة أنه إذا صار كل شىء تبع هواه ويصب فى مصلحته دون النظر لأى اعتبارات أخرى فكل شىء على ما يرام وليس فى الإمكان أبدع مما كان، أما إذا دارت الأيام وأعطته ظهرها نتيجة كسله أو تقصيره أو كطبيعة للحياة لها دورات، فإن كل شىء هو خطأ وفشل وفساد وليس فى الإمكان أسوأ مما كان. المشكلة الرئيسية عند هذا الصنف من الناس أنه لا يرى نفسه إلا فى المقدمة ومن يدعى غير ذلك فهو إما جاهلا أو متآمرا عدوا لدودا. المشكلة الثانية عندهم أنهم ليسوا على الاستعداد بالعمل الجماعى أو قبول الآخر إلا إذا كانوا هم الآمر الناهى وفى مقدمة الركب يشار إليهم بالبنان، أما إذا كان الوضع غير ذلك، فإنهم فى أحسن الأحوال ينزوون فى عزلة، وفى أسوئها يكون شغلهم الشاغل هو إفشال من انتزعوا مكانتهم وتدبير كل المكائد للتخلص منهم وأحيانا يقودهم حقدهم الأعمى أن يكون تدبيرهم تدميرا للجميع. أحيانا يقودهم حقدهم الأعمى لأن يكونوا غير منطقيين بالمرة فى تصرفاتهم وردود أفعالهم مما يجعلهم فى دائرة الانتقاد من كل الناس وأحيانا الأطفال! صدقونى فعندما خرجت بعض المظاهرات تنادى بإسقاط أول رئيس منتخب لمصر والمطالبة برحيله بعد توليه السلطة بشهور لا تتجاوز أصابع اليد الواحدة، قال طفل فى الثامنة من عمره بتلقائية هم لحقوا يزهقوا منه، هو لسه حكم حاجة!!!. وينقسم هذا الصنف من الناس إلى قسمين الأول لا يرجى منه خير لأنه ببساطة به صفتان إذا اجتمعا فى شخص فلا أمل يرجى فيه وهما الجهل مع الكبر. أما القسم الثانى فهو من أخذته العزة بالإثم وتولى كبره ولكن دائما هناك أمل فى أن يعود لرشده أو سيكون من يضل سعيه وهو يحسب أنه يحسن صنعا. أنا هنا لست بصدد التحيز لتيار معين أو التحامل على تيار آخر، ولكنى أعنى كل من يضع النصرة لنفسه أو فريقه أو أيدولوجيته فوق أى اعتبار ودون الوضع فى الحسبان المصلحة العليا للوطن والمنفعة العامة للمواطنين كافة. الذى يكفر بمبادئه الشخصية عندما لا تسير الأمور حسب هواه، فتصبح ردود أفعاله غير منطقية وعداوته مبالغ فيها ولا تتناسب مع المنطق أو الظروف. فبالله عليكم هل من المنطقى أن أدعى أننى حامل شعلة الديموقراطية! ثم عندما يأتى أول رئيس منتخب فى تاريخ مصر لست راضيا عنه أدعو إلى إسقاطه من أول شهر يتولى فيه السلطة أتغاضى عن أى فضيلة يعملها مثل أن يتخذ قرارا لو لم يتخذ غيره فى فترة رئاسته لكفاه وهو إبعاد الجيش عن السياسة ومثل لأول مرة تحترم إسرائيل رد فعل مصر وتعمل له حسابا فى الاعتداء على غزة. أستحلفكم بالله هل من المنطفى أن أدعى أننى الفهامة العلامة وأننى أعرف أن مشاكل مصر فى جميع المجالات تراكمت على مدار الستة عقود السابقة وتفاقمت بشكل خطير خلال الثلاثة عقود السابقة ثم بين ليلة وضحاها أحمل الفريق الذى تحمل المسئولية بناء على اختيار الشعب كل هذا الخراب وكأنه صنعه فى شهور. هل من المنطقى أن أدعو كل من يريد الاستثمار فى مصر ألا يأتى لأن مصر لن تستقر مادمت لست الحاكم. هل من المنطقى أن أشيع جو التخوين فى كل شىء وفى أى قرار وأصر على استمرار حالة عدم الاستقرار مادمت لست الآمر الناهى. أى وطنية هذه وأى مبادىء يمكن أن تدرج تحت هذه التصرفات إلا أنه حقد أعمى لتيار معين جعلنى لا أرى أى شىء ولا أى فضيلة ولا يهمنى إلا أن يختفى هذا التيار من المشهد حينها وحينها فقط سأتكلم عن الديموقراطية وسأتكلم عن الشراكة فى المسئولية وسأدعوا الشعب ليساندنى ويصبر فإن الحمل ثقيل والإرث مهلهل والمشاكل تحتاج إلى سنوات طوال للإصلاح!. أنا أدعو كل عقلاء الوطن من جميع التيارات، تعالوا إلى كلمة سواء بأن نتفق وعمليا وليس مجرد كلام بأننا جميعا نعمل سويا لتحقيق مصلحة الوطن العليا والمصلحة العامة للمواطنين قبل تحقيق أى أهداف حزبية، أنا لا أدعو أن نتفق مائة بالمائة فهذا علاوة على أنه لن يحدث فإنه مناف للطبيعة البشرية التى جبلت على الاختلاف. ولكن لماذا لانسعى جاهدين بأن يكون هذا الاختلاف بنَاء يخرج كل منا أفضل ما عنده لبناء الوطن. لماذا لا نسعى بألا يصل الاختلاف بيننا إلى العداوة والبغضاء وأن نبقى دائما فيما بيننا بعض المودة مهما وصل الاختلاف مداه. والحقيقة أننى متفائل جدا بأن هذه الروح التى تكلمت عنها سوف تكون واقعا حقيقيا بين الأجيال القادمة لمختلف التيارات الفكرية سواء أخذ القادة الحاليون لهذه التيارات بذمام المبادرة أم لا. إننى متفائل جدا بأن الشباب الصاعد سوف يكون أكثر نضجا وسوف يتعلمون التعايش سويا على اختلاف توجهاتهم إعلاء لمصلحة الوطن وتحقيقا للمصلحة العامة وسوف تزول حالة الانقسام الحادة الموجودة فى المجتمع الآن قريبا وسوف يختفى من الساحة كل من يحاول الإطالة فى عمرها أو الوقوف ضد الوفاق الوطنى والتسامح المجتمعى الذى هو من صلب أخلاق وسمات المجتمع المصرى بكل أطيافه.