لوفيجارو: الطائرات الأمريكية تبدأ فى نقل القوات والمعدات الفرنسية إلى مالى

بدأت الطائرات الأمريكية فى نقل القوات والمعدات من فرنسا إلى مالى استجابة لطلب السلطات الفرنسية للدعم الجوى الأمريكى منذ عدة أيام.
وذكرت صحيفة "لوفيجارو" اليوم الأربعاء وتحت عنوان "فرنسا تضغط على الولايات المتحدة بشأن مالى"- أن الطائرات الأمريكية التابعة لسلاح الجو ستدعم القوات الفرنسية فى عملية نقل المعدات والقوات والتى تحتاجها فرنسا نظرا لبعد مسافة مسرح العمليات فى مالى.
وأضافت الصحيفة أنه وراء ما تقدمه كل من باريس وواشنطن على أنه نموذج من "التعاون الممتاز" السياسى والعسكرى الذى يربط بين البلدين، إلا أن الجانب الدبلوماسى يأتى أكثر تعقيدا بين فرنسا وحليفتها الكبرى "فإنه وفى الواقع فإن باريس تعى أن الولايات المتحدة وبعد عشر سنوات من التزام قواتها فى الحروب البعيدة لمجابهة "الإرهاب" والتكاليف المرتفعة من الدولارات لتلك العمليات تحلم بالوقت الذى تعود فيها القوات الأمريكية إلى الأراضى لتكرس نفسها للتحديات الداخلية.
وأوضحت "لوفيجارو" أن هذا الموقف ينعكس مرة أخرى فى الميدان، فى مالى، حيث عانت الولايات المتحدة من انتكاسات ثقيلة مؤخرابمالى بعد أن أشرفت على تدريب الجيش المالى الذى قامت مجموعة منه بانقلاب قبل أشهر، فى حين أن مجموعة أخرى انضمت إلى التمرد الإسلامى فى الشمال.
وذكرت الصحيفة أنه على الرغم من المشاورات المستمرة على جميع المستويات بين باريس وواشنطن بما فى ذلك بين الرئيسين باراك أوباما وفرانسوا أولاند قبل إرسال القوات الفرنسية إلى مالى "فإنه من الصعب الفصل فى أى مدى سوف يتدخل الأمريكيون فى مالى".
وأضافت "لوفيجارو" أنه وبعد المفاجأة التى قام بها الإسلاميون فى مالى ومحاولات تقدمهم باتجاه الجنوب وقرار فرنسا التدخل بشكل عاجل، فإن العقيدة الأمريكية الحالية تقوم على "دعم" فرنسا وتشجيع نشر القوات الأفريقية بشكل سريع.
وكشفت الصحيفة الفرنسية عن أن واشنطن تعهدت أيضا بأن تكون نشطة فى المرحلة الثالثة من الصراع فى مالى والتى تتمثل فى تسليم المهام (العسكرية) إلى الأفارقة، خاصة من حيث المساعدة المالية والتدريب "ولكن بعض المراقبين، بما فى ذلك فى الولايات المتحدة، أكدوا أنه بغض النظر عن التشاديين، من ذوى الخبرة فى الحرب فى الصحراء، فإن القوات الأفريقية الأخرى المقرر أن تشارك فى القوة الأفريقية الدولية للتدخل فى مالى غير مستعدة حقا للقتال فى شمال مالى وستجد صعوبة فى تسلم الراية من القوات الفرنسية".