بدأت الطائرات الأمريكية في نقل القوات والمعدات من فرنسا إلى مالي استجابة لطلب السلطات الفرنسية للدعم الجوي الأمريكي منذ عدة أيام. وذكرت صحيفة "لوفيجارو"، في عددها الأربعاء23 يناير،تحت عنوان "فرنسا تضغط على الولاياتالمتحدة بشأن مالي "، أن الطائرات الأمريكية التابعة لسلاح الجو ستدعم القوات الفرنسية في عملية نقل المعدات والقوات والتي تحتاجها فرنسا نظرا لبعد مسافة مسرح العمليات في مالي. وأضافت الصحيفة، انه وراء ما تقدمه كل من باريس وواشنطن على انه نموذج من "التعاون الممتاز" السياسي والعسكري الذي يربط بين البلدين، إلا أن الجانب الدبلوماسي يأتي أكثر تعقيدا بين فرنسا وحليفتها الكبرى،" فانه وفى الواقع فإن باريس تعي أن الولاياتالمتحدة وبعد عشر سنوات من التزام قواتها في الحروب البعيدة لمجابهة "الإرهاب" والتكاليف المرتفعة من الدولارات لتلك العمليات تحلم بالوقت الذي تعود فيها القوات الأمريكية إلى الأراضي لتكرس نفسها للتحديات الداخلية. وأوضحت "لوفيجارو"، أن هذا الموقف ينعكس مرة أخرى في الميدان، في مالي، حيث عانت الولاياتالمتحدة من انتكاسات ثقيلة مؤخرا "بمالي" بعد أن أشرفت على تدريب الجيش المالي الذي قامت مجموعة منه بانقلاب قبل أشهر في حين أن مجموعة أخرى انضمت إلى التمرد الإسلامي في الشمال. وذكرت الصحيفة، انه على الرغم من المشاورات المستمرة على جميع المستويات بين باريس وواشنطن بما في ذلك بين الرئيسين باراك اوباما وفرانسوا أولاند قبل إرسال القوات الفرنسية إلى مالي، فانه من الصعب الفصل في مدى تدخل الأمريكيون في مالي". وتابعت"لوفيجارو"، انه وبعد المفاجأة التي قام بها الإسلاميون في مالي ومحاولات تقدمهم باتجاه الجنوب وقرار فرنسا التدخل بشكل عاجل ،فإن العقيدة الأمريكية الحالية تقوم على "دعم" فرنسا وتشجيع نشر القوات الأفريقية بشكل سريع. وكشفت الصحيفة الفرنسية، عن أن واشنطن تعهدت بأن تكون نشطة في المرحلة الثالثة من الصراع بمالي والتي تتمثل في تسليم المهام العسكرية إلى الأفارقة، خاصة من حيث المساعدة المالية والتدريب، "لكن بعض المراقبين، بما في ذلك الولاياتالمتحدة، أكدوا أن القوات الأفريقية الأخرى المقرر أن تشارك في القوة الأفريقية الدولية للتدخل في مالي غير مستعدة للقتال في شمال مالي وستجد صعوبة في تسلم الراية من القوات الفرنسية".