أعرب حزب النور الذراع السياسية للدعوة السلفية عن رفضه التام للتدخل الأجنبى السافر فى الشأن الداخلى لجمهورية مالى؛ معتبرا ذلك أمرا ًفى غاية الخطورة يُنذر بتعميق حالة الفوضى وإقرار شريعة الغاب بتدخل الدول القوية فى شأن الدول الأضعف وهو ما لا يزال المجتمع الدولى يعانى من آثاره حتى اليوم، مطالبا الخارجية المصرية بلعب دور إيجابى مؤثر يليق بحجم مصر ومكانتها فى إنهاء العدوان والتوسط لحل الأزمة. وحذر الحزب فى بيان له اليوم الاثنين من أن التدخل العسكرى الفرنسى سيكون له تداعيات وآثار كارثية من قتل المدنيين الأبرياء وتدمير البيوت الآمنة وتشريد العائلات والأطفال والنساء والتسبب فى مأساة إنسانية عالميةٍ جديدة؛ بالإضافة إلى امتداد رُقعة الفقر والمجاعة التى تعانى منها مالى وأغلب دول القارة الأفريقية أصلا، وتساءل البيان: "وإذا كانت فرنسا تعتبر مقتل نحو المائة ألف أو يزيد من السوريين على يد نظام بشار فاقد الشرعية شأنا ًداخليا ًفلماذا الكيل بمكيالين فى قضية مالى؟". واستنكر الحزب ما وصفه السكوت المريب للدول العربية والإسلامية بشأن هذا العدوان الأجنبى على دولةٍ مسلمة بل ووصول الأمر ببعض هذه الدول إلى دعمه وتأييده. وقال الحزب: "حزب النور يتفهم جذور المشكلة وتطوراتها فى مالى منذ بدايتها؛ ويرى عدم جواز خطف أو قتل أو الاعتداء على المدنيين أفرادا ًوهيئات ومنشآت بصفة عامة والدبلوماسيين بصفة خاصة الذين دخلوا البلاد بطريقة مشروعة؛ لكنه فى الوقت نفسه يرى أن القوة العسكرية لن تُفلح فى حل المشكلة وإنما ستزيدها تعقيدا وستفتح الباب أمام عودة الاستعمار الأوروبى لاستنزاف واستغلال الموارد الطبيعية للقارة الأفريقية". وأضاف: "ونحن فى هذا الصدد نطالب المجتمع الدولى ومنظمة التعاون الإسلامى والدول الأفريقية والحكومة المصرية بالسعى الجاد لإيقاف العدوان الأجنبى فوراً والعمل المخلص لتحقيق المصالحة وتبنى الحل السياسى، والجلوس على مائدة الحوار للوصول إلى تفاهمٍ مرض لجميع الأطراف". وتابع قائلا: "يوقن حزب النور أن الحل السلمى السياسى والمصالحة الوطنية والتفاهم والتحاور هو الحل الوحيد الصحيح لحل المشكلة فى مالى، ولايزال هذا الحل ممكنا إذا صدقت النيات واستبعدت التدخل الأجنبى بكل صوره منها، ونحن على ثقةٍ بأن أطرافا عديدة على استعدادٍ لتغليب صوت العقل والحكمة والقبول بالمصالحة الوطنية والتحاور للوصول إلى حل سلمى عادل بعيدا عن تدخل العنصر الأجنبى".