"ساينس مونيتور": أخونة مصر بدأت باختيار بشر وزيراً

اعتبر المحلل الأمريكى اسندر العمرانى، تعيين محمد بشر من جماعة الإخوان المسلمين وزيراً للتنمية المحلية، أكثر أهمية من التعديل الوزارى نظرا لدوره الواسع فى اختيار المحافظين.
وقالت صحيفة "كريستيان ساينس مونيتور" الأمريكية إن العمرانى يتناول دائما مسألة أخونة مصر منذ انتخاب الرئيس محمد مرسى، وأن العمرانى أشار إلى فشل الدستور الجديد فى نقل السلطات من الدولة المركزية القوية إلى المحافظات، وأن الوزير بشير يخطط لتغيير ثمانية محافظين بمسئولين من صفوف حزب الحرية والعدالة والنور السلفى.
وأشار العمرانى إلى أن المحافظين لديهم سلطات هائلة ولا سيما قبل الانتخابات، وبذلك سيصبح اختيار المحافظين من "الإخوان" بدلا من كبار الموظفين وضباط الشرطة وأساتذة الجامعات مثلما كان الحال فى عهد مبارك، وهذا تغيير هائل وسيشعل بالتأكيد الاتهامات بأخونة الدولة وهذه المرة بأدلة أكبر ورأى العمرانى أن أحد عيوب الدستور الجديد أنه يجعل سلطة اختيار المحافظين للرئيس ولا يضع آليات لانتخابهم مباشرة، كما أنه لا يوفر تمكينا للمحليات.
وتابعت الصحيفة، أن جول بينان، أستاذ تاريخ الشرق الأوسط فى جامعة ستانفورد، يرى أن مرسى وقيادات الإخوان المسلمين يسعون لتكييف المؤسسات، والطرق التى كانت تحكم مصر فى ظل مبارك لقواعدهم الخاصة بدلا من إحداث تغيير جذرى رأسا على عقب فى الطريقة التى كانت الدولة تحكم بها، وتحدث عن النقابات العمالية كنموذج. وذكرت الصحيفة:"تحدث بيان عن المرسوم الذى أصدره الرئيس محمد مرسى فى نوفمبر الماضى، والذى أدخل تعديلات إلى قانون النقابات العمالية، وقال إن هذا المرسوم يقيل كل المسئولين الذين يتخطون الستين من العمر فى الاتحاد العام لنقابات عمال مصر الذى ترعاه الدولة، على أن يتم استبدالهم بمرشحين نالا ثانى أكبر عدد من الأصوات فى الانتخابات النقابية التى أجريت لعام 2006. كما أن المرسوم يجيز أيضاً لوزير القوى العاملة والهجرة، خالد الأزهرى، المنتمى إلى "حزب الحرية والعدالة" التابع للإخوان المسلمين، تعيين أشخاص فى المناصب الشاغرة فى النقابات فى حال لم يكن هناك مرشحون حلوا فى المرتبة الثانية فى التصويت، وهكذا يمكن أن يصل عدد أعضاء الإخوان المسلمين المعينين فى مناصب فى النقابات الأربع والعشرين التابعة للاتحاد العام لنقابات عمال مصر إلى 150 شخصاً، فى حين أنه ستتم إقالة 14 عضواً من مجلس الإدارة المؤلف من 24 عضواً وينص المرسوم 97 أيضاً على تمديد ولاية الأعضاء الحاليين فى مجلس الإدارة فى الاتحاد العام لنقابات مصر ستة أشهر، إضافية أو حتى موعد الانتخابات المقبلة للاتحاد إذا حل قبل انقضاء مدة الستة أشهر، وسيتولى الإخوان المسلمون والحرس القديم فى الاتحاد الإشراف على تلك الانتخابات، وأغلب الظن أنهم سيؤكدون سيطرتهم المشتركة عليه".