بعد 7 أيام من النشاط السينمائى فى مدينة "دبى فيستيفال" بالإمارات، اختتمت مساء أمس، الأربعاء، فعاليات الدورة الثانية لمهرجان الخليج السينمائى، الذى أقيم تحت رعاية الشيخ ماجد بن محمد بن راشد آل مكتوم رئيس هيئة دبى للثقافة والفنون، وحصدت العراق على نصيب الأسد من جوائز المهرجان فى فئات المسابقة المختلفة، يأتى على رأسها جائزة أفضل فيلم روائى طويل "فجر العالم"، والتى تسلمها مخرجه عباس فاضل، الذى تدور أحداثه فى منطقة الأهوار بالعراق أثناء الحرب العراقية الإيرانية وصولا للغزو العراقى للكويت، والذى تم تصويره بالكامل فى منطقة بحيرة المنزلة فى مصر والتى تتشابه جغرافيتها مع منطقة الأهوار، والفيلم يحمل ثراء بصريا، ويحكى قصة حب بين شاب وفتاة من الأهوار. بينما كانت الجائزة الفضية من نصيب السعودية عن فيلمها "الانتقام" للمخرج السعودى وليد عثمان، ونال الفيلم الإماراتى "الغرفة الخامسة – عويجة" شهادة تقدير خاصة لمخرجه ماهر الخاجة، نظرا لأنه أول تجربة روائية طويلة له، اعتمد على قصة حقيقة وقعت فى إحدى الدول الخليجية عن اختفاء أسرة بالكامل، ولو كان المخرج تحرر من أكليشيهات أفلام الرعب الأمريكية لقدم فيلمه فى 90 دقيقة كانت بحق ستكون تجربة مميزة، لكن التطويل فى مدة عرض الفيلم دون مبرر، وهو ما أوقع الضرر بإيقاع الفيلم، ولكن هذا الفيلم وغيره كشف عن حالة عشق خاصة للشباب الخليجى بأفلام الرعب. وفى مسابقة الأفلام الوثائقية فاز بالجائزة الأولى المخرج العراقى المخضرم قيس الزبيدى عن فيلم "جبر ألوان"، الذى تناول فيه رحلة الفنان التشكيلى العراقى جبر علوان المقيم فى روما، وفاز بالجائزة الثانية المخرج قاسم عبد عن فيلم "حياة ما بعد السقوط"، ونال الجائزة الثالثة السعودى فيصل العتيبى عن فيلم "الحصن"، وجائزة لجنة التحكيم الخاصة من نصيب الكويتى عامر الزهير عن فيلم "عندما تكلم الشعب الجزء الثالث" والذى يسلط فيه الضوء على الحياة البرلمانية بالكويت. وكان للإمارات أيضاً نصيب من الجوائز فى مسابقة الأفلام الوثائقية ضمن مسابقة الطلبة، حيث نال الجائزة الأولى المخرج الإماراتى إبراهيم أستادى عن فيلمه "أحمدية"، للغته السينمائية الوثائقية الواعدة وانتصاره للذاكرة المحلية الإماراتية، حيث تناول قضية التعليم فى الإمارات وإنشاء أول مدرسة إماراتية "الأحمدية" وأهم الأساتذة الإماراتيين والعرب الذى أرسوا للنهضة التعليمية فى الإمارات والبنية التحتية التى أسسها الشيخ زايد، وصولا إلى تنوع المدارس وأنظمة التعليم فى الإمارات. وفاز بالجائزة الثانية المخرج العراقى مناف شاكر عن فيلمه "مواطنو المنطقة الحمراء" والذى بدأ بإلقاء الضوء على مايسمى بالمنطقة الخضراء فى العراق والتى تسكنها قيادات الحكومة العراقية وقيادة الاحتلال الأمريكى، وانتقل بعد ذلك إلى المنطقة الحمراء التى يعيش فيها معظم العراقيين تحت معاناة التفجيرات وحوادث الاختطاف، ورغم كل هذه المآسى إلى أن هناك مجموعة من الشباب العاشق للمسرح تصر على إنجاز عرض مسرحى خاص بها، بجهودهم الذاتية دون أى دعم أو مساعدات خارجية. أما الجائزة الثالثة كانت من نصيب مبدعتين إماراتيتين هما إلهام شرف وهند الحمادى عن فيلمهما "البحث عن الشريك المثالى ستايل دبى" وذلك لمعالجته قضية الزواج واختيار الشباب الإماراتى لشريك الحياة. وفى مسابق الأفلام القصيرة فاز المخرج العراقى فنار أحمد بالجائزة الأولى عن فيلمه "أرض الرافدين"، فيما فاز بالجائزة الثانية المخرج الإماراتى وليد الشحى عن فيلمه "باب"، ونال الجائزة الثالثة المخرج السعودى محمد الظاهرى عن فيلمه "شروق غروب". فى حين فاز بجائزة أفضل سيناريو الكاتب الإماراتى محمد حسن أحمد عن الفيلم البحرينى "مريمى" منحت جائزة لجنة التحكيم الخاصة للمخرج الكويتى مقداد الكوت عن فيلمه "موز" لقدرته التعبيرية الساخرة.، وأيضا شهادة تقدير خاصة للمخرج الكويتى عمر المعصب عن فيلمه "مجرد إنسان" لفنيته، وللممثلة البحرينية فاطمة عبد الرحيم لمساهماتها وتعاونها مع مخرجين شباب فى فيلمى "مريمى"، و"رحيل"، وللممثل البحرينى عبد الله عبدالملك لمشاركته فى فيلمى "ياسين" و"البشارة". يذكر أن لجنة التحكيم تشكلت برئاسة المخرج السورى عبداللطيف عبدالحميد، وشارك فى فعاليات المهرجان 169 فيلما بالمسابقات المختلفة.