«1» طلاق بائن بين الإخوان والسلفيين والجماعة الجهادية المشهد الحالى لتوحد قوى التيار الإسلامى السياسى فى سلة واحدة مرشح بقوة لينقسم إلى وحدات متباينة، وجماعات مستقلة، فمن المعلوم أن التكتل الحالى ليس اصطفافا ينبعث من جذور فكرية واحدة كما يتخيل البعض، ولكنه تجمع هش لعدم تشابه الوحدة العقائدية والفقهية، والرؤى الإصلاحية، فالاختلاف بين الإخوان والسلفيين والجهاديين يصل لحد التضاد وتحول خلال المرحلة الماضية إلى اختلاف تنوع لصد هجمة القوى العلمانية والليبرالية. فالمعلوم أن جماعة الإخوان تقود المسيرة حاليا وهى الجماعة الحاكمة والقاطرة لكافة القوى الإسلامية الأخرى، ولكن المدقق فى أهداف وغايات ووسائل التغيير لدى الإخوان سوف يراها متباعدة حينا ومغايرة أحايين عند السلفية وتتباين تماما عند الجهادية، ونظرا لأن الخلافات ليست سياسية ولكنها فقهية وفكرية وعقائدية، فإن المواءمات السياسية لن تجدى فى تقريب وجهات النظر، ومنعطف مجلس النواب القادم أولى محطات الاصطدام والارتطام، فالتحالفات غير قائمة. «2» ميلاد ثلاث تيارات جديدة جبهة الإنقاذ الوطنى والتى تشكلت على أثر الإعلان الدستورى الذى أثار حفيظة كل القوى السياسية والتى جمعت لأول مرة اليمين والوسط واليسار، وضمت كل الشرائح والأطياف المدنية فى مواجهة قوى الإسلام السياسى الداعمة للرئيس مرسى ومن واقع جلسات الحوار مع رئاسة الجمهورية وتعيينات مجلس الشورى نستطيع التكهن بأنها سوف تنقسم إلى ثلاثة تيارات لا محالة. تصنيف التيارات الثلاثة كما وصفها الدكتور عمرو حمزاوى عضو الجبهة والمحلل السياسى هى التيار الأول الذى رضخ بالفعل لقبول الأمر الواقع وأقدم على مشاركة الإخوان فى الحكم والاندماج فى كل السلطات التنفيذية والشعبية والسياسية والسعى الجاد للحصول على أقصى المكتسبات المتاحة. والتيار الثانى هو القانع بمواصلة التصعيد والتصدى لحكم الإخوان واستعمال كافة الآليات المشروعة لإسقاطه مهما كلفه ذلك من تضحيات، أما التيار الثالث فهو يتبنى المشاركة فى الحياة السياسية ومواصلة المعارضة والجمع بين الحسنيين. «3» صعود قوة إسلامية بتوليفة من «حازمون والنور والجماعة» من المتوقع صعود قوة إسلامية جديدة بتوليفة من حازمون وقيادات حزب النور السلفى والجماعة الإسلامية. فقد شهدت الأيام الأخيرة التقارب الواضح والاتفاق المبدئى بين قيادات حزب البناء والتنمية، الذراع السياسية للجماعة الإسلامية، ودراسة الانضمام إلى تحالف «الوطن الحر»، الذى يعلن عنه رسمياً كل من الشيخ حازم صلاح أبوإسماعيل، والدكتور عماد عبدالغفور رئيس حزب النور السابق، ويعد هذا الائتلاف قادرا على المواجهات السياسية المرتقبة لوجود الكوادر والأعضاء والتواجد الشعبى. «4» حكومة ائتلافية «إسلامية – ليبرالية» من المتوقع أن تشهد مصر وللمرة الأولى حكومة ائتلافية «إسلامية – ليبرالية» بعد انتخابات مجلس النواب القادمة، فالإحصائيات والأرقام تشير إلى عدم قدرة الإخوان المسلمين وحدها حسم الأغلبية فى الانتخابات، ولن تدخل فى تحالف مع حزب النور، وسوف توسع الخلافات الانتخابية الهوة بين الأطياف الإسلامية، وإن بدت مجتمعة داخل البرلمان متفوقة بنسبة متوقعة تفوق ال65%، ولكن القوى المدنية التى سوف تتوحد مضطرة للمواجهة، وهذا الانقسام وفق المرتقب من فهم واستيعاب رئاسة الجمهورية والنظام الحاكم لن يجد بديلا سوى بتشكيل حكومة «إسلامية – ليبرالية» فى محاولة طوق النجاة الأخير لإيقاف النزاع والانشقاق وتهدئة الوضع الداخلى. «5» شباب الثورة يعودون من المتوقع خلال عام 2103 أن يعود شباب الثورة للمشهد السياسى مرة أخرى بعد إزاحتهم عنه وتسيّد عواجيز الفرح من كل القوى والأحزاب السياسية، فالملاحظ أن التيار الشعبى وحزب الدستور وحزب الوفد بدأ فى تقديم وجوه شابة تطل على الشارع السياسى فيما بادر شباب الإخوان المسلمين وحازمون والسلفيون بالإعلان عن أنفسهم أمام الرأى العام، وهذا الوضع مرشح للتصاعد بشكل كبير خلال عام 2013.