نحن الآن فى مفترق الطرق ولابد من التواصل والتحاور مع كل الأطراف السياسية التى تسعى إلى الاستقرار وبناء الوطن حتى نصل إلى بر الأمان، ولابد من الاحتكام إلى صوت العقل والحكمة واحترام الإرادة الشعبية وقبول نتائج الاستفتاء أيا كانت... فإن الأمر المنطقى هو أن تبدأ مصر فى السير إلى طريق الاستقرار والبناء. إن رفض نتيجة الاستفتاء من القوى السياسية المعارضة ليس من الأسس الديمقراطية فمن الطبيعى أن يشتمل الدستور على مواد مختلف عليها لأنها من صنع البشر وليست قرأنا .. ويمكننا أن نقوم بالتغيير والتبديل بالأطر القانونية التى تخول لمجلس الشعب القادم حق هذا التغيير. إن إثارة المزيد من الفوضى يقود البلاد إلى الانفلات الأمنى والأخلاقى وإعلان بعض القوى السياسية إن هدفها الحقيقى إسقاط السلطة القائمة فى البلاد التى أصبحت سلطة غير شرعية من وجهة نظرهم. هذا يعتبر نوعا من العبث السياسى وفرض أجندته ومصالحة على جموع الشعب المصرى فإنه واهم أو حالم أن الشعب مطالبه معروفة العودة إلى العمل والإنتاج وعودة الأمن إلى الشارع.. والشعب مل وسئم من الأسلوب الذى ينتهجه البعض من قوى المعارضة وإعلامها فى نشر الأكاذيب وقلب الحقائق والتجنى على الدستور واختراع مواد من نسج خيالهم المريض وإلصاقها بالدستور لتشويهه زورا وبهتانا. لو كنا نؤمن بالديمقراطية الحقيقية التى كنا ننادى بها أيام النظام السابق علينا أن نحتكم إلى الصناديق لأنها هى الفيصل بين المؤيدين والمعارضين للدستور، لأن الخروج على إرادة الجماهير أمر غير مقبول بعد ثورة 25 يناير، لابد أن نضع المصلحة العليا للوطن فوق كل اعتبار، لأن استمرار الخلافات ليس من مصلحة الوطن ولن نستطيع بناء الوطن بعد الثورة فى ظل هذه الصراعات السياسية التى تسعى أطرافها وراء المناصب الزائلة مهما كانت العواقب حتى لو أريقت دماء المصريين الأبرياء فى ساحات الميادين. واعتقاد كل فصيل سياسى بأنه الأقدر على قيادة الوطن ويستطيع أن يقود السفينة بمفردة والباقى لا يستحقون ذلك فهذا نوع من المخاطرة السياسية. هنا نقول للجميع إن الحوار هو الحل لكل مشكلة أو معضلة إن شاء الله ولكن هذا يتطلب حسن النوايا والثقة بالآخر وعدم التخوين فالكل شركاء فى بناء هذا الوطن ومستقبلة. لابد أن ننحى الصراع جانبا ونضع مصلحة مصر أولا وأن يكون الحوار القائم على المكاشفة والشفافية المطلقة على كافة المستويات هو السبيل الوحيد للخروج من المأزق الحالى على أن يكون بعيدا عن العنف والتعصب وأن نستعيد روح ثورة 25 يناير من خلال الارتقاء بمصر، وأن تكون مصلحة مصر فوق الجميع حفاظا على مكتسبات الثورة التى أعادت للشعب المصرى كرامته وعزته.