سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
المنيا تستعد للاستفتاء بمنشورات رافضة وأخرى مؤيدة.. التيار الإسلامى يحاول إظهار التصويت بأنه "طائفى" لكسب الأنصار فى القرى.. والقوى المدنية تعتمد على الحضر والأقباط والعائلات
ساعات قليلة ويذهب الآلاف من أبناء المنيا إلى صناديق الاقتراع للإدلاء بأصواتهم فى المرحلة الثانية من الاستفتاء على مشروع الدستور، وسط توقعات بذهاب أصوات كثيرة ترجح النتيجة فى المنيا لصالح "نعم"، برغم محاولات القوى المدنية والأحزاب والحركات الثورية الوصول إلى كافة المواطنين، من خلال منشورات تفند عوار الدستور، سواء فى الميادين أو الشوارع، أو حتى محاولاتهم الوصول إلى القرى. من جانبه، نجح التيار الإسلامى، منذ اندلاع ثورة 25 يناير، فى بناء قاعدة كبيرة داخل القرى، وجذب إليه الكثير من الشباب، خاصة الجامعى، وبدأ العمل عليه مبكرا بتقديم كافة التسهيلات له، سواء أثناء انعقاد مجلس الشعب، أو هذه الأيام، وجمع شكاوى وتظلمات المواطنين وأرسلها إلى الأعضاء السابقين للمجلس لعرضها على المحافظ، بالإضافة إلى اشتراك هؤلاء الشباب فى توزيع أسطوانات البوتاجاز فى القرى، واستحواذهم على حصة لهم لتوزيعها على المواطنين، إلى جانب تمكنهم من اعتلاء منابر المساجد والتحدث إلى المصلين، مما جعل مهمة التيار المدنى فى المحافظة صعبة جدا، خاصة وقد تمكن التيار الإسلامى من تنظيم ندوات ومؤتمرات لشرح وجهة نظره للمواطنين. وإزاء ذلك لم يجد شباب حركة 6 أبريل، و25 يناير، وحزب الدستور، والتيار الشعبى، والمصريين الأحرار، سوى إغراق الشوارع بمنشورات تؤكد على أسباب رفض الدستور، بينما وجد رؤوس العائلات أنفسهم فى مأزق فى حالة عدم تدخلهم لنبذ العنف، ومنع أى مصادمات بين المؤيدين والمعارضين، ومن ثم اختاروا مجموعة منهم للجلوس أمام تلك اللجان للحيلولة دون حدوث تلك المشاجرات. ومن ناحية أخرى، هناك محاولات كثيرة لإضفاء الطائفية على التصويت، خاصة أن المنيا بها نسبة كبيرة من الأقباط تحتل عددًا من القرى الكبيرة، بالإضافة إلى انتشارهم بجميع قرى المحافظة، فيما وصف البعض معركة الاستفتاء القادمة بموقعة "الهلال والصليب". ومنذ الليل الماضى، ظهرت سيارات تحمل مكبرات الصوت، وتتركز فقط بالمناطق العشوائية، وتطالب المواطنين بالتصويت ب"نعم" للدستور، فضلاً عن توزيع منشورات بجدوى الموافقة على الدستور. ومن ناحيتها، استعدت الأجهزة الأمنية بشكل مكثف ليوم الاستفتاء، من خلال توفير الضباط والجنود، فضلاً عن الاستعانة بحوالى 400 ضابط وفرد شرطة، من خارج المحافظة، للمشاركة غدًا فى عملية التأمين. وأكد اللواء أحمد سليمان، أن المديرية على كامل استعدادها، وتقف على الحياد بين الرافضين والمؤيدين، ولن تسمح بأى أعمال عنف قد تحدث أمام اللجان الانتخابية. كما استعدت المحافظة بتجهيز 495 مركزًا انتخابيًا، يضم 664 لجنة، لاستقبال 2 مليون و644 ألف مواطن لهم حق التصويت بالاستفتاء.