موسكو ترد على واشنطن بقانون مضاد ل"ماجنيتسكى" الأمريكى

سارعت موسكو بالرد على قانون "ماجنيتسكى"، الذى أقره الرئيس الأمريكى باراك أوباما أمس الجمعة، والذى يحظر على المتهمين بانتهاكات حقوقية فى روسيا الدخول إلى الأراضى الأمريكية، حيث شنت وزارة الخارجية الروسية حملة انتقادات واسعة على هذا القانون، فى الوقت الذى أقر فيه مجلس النواب قانوناً مضاداً للقانون الأمريكى.
وقالت وزارة الخارجية، فى بيان أوردته وكالة "نوفوستى" الروسية للأنباء السبت، إن هذا القانون "يقترن فيه إلغاء تعديل (جاكسون - فانيك) المهمل، بفرض عقوبات جديدة على المواطنين الروس.. ولا يمكن ألا أن يثير مثل هذا الربط المستهتر موقفاً رافضاً، لأنه سيلحق ضرراً بالعلاقات الثنائية بين البلدين".
وتابعت الوزارة أنه "إذا فكرت واشنطن أنه يمكن مقايضة منح روسيا نظام العلاقات التجارية الطبيعية، بالتدخل السافر فى شؤوننا الداخلية، فإن ذلك يعبر عن موقف قصير النظر وخطير"، كما أعربت عن أسفها لأن "الإدارة الأمريكية، التى تعلن ولاءها لتطوير العلاقات الثنائية البناءة مع روسيا، لم تتمكن من الدفاع عن موقفها المعلن هذا، فى وجه الذين ينظرون إلى الماضى، ويصفون بلدنا بأنه ليس شريكا، بل خصم وفق تقاليد الحرب الباردة."
ويلغى القانون، الذى وقعه الرئيس الأمريكى الجمعة، بعد أن صادق عليه مجلس الشيوخ فى السادس من ديسمبر الجارى، ما يُسمى "تعديل جاكسون - فانيك"، المدرج على قانون التجارة الأمريكى، والذى كان يحد من التعاملات التجارية بين واشنطن وموسكو منذ عام 1974، بسبب القيود التى كان "الاتحاد السوفيتى" السابق يفرضها على هجرة اليهود.
وفى نفس الوقت، فإن "قانون ماجنيتسكى"، نسبة إلى المحامى الروسى سيرجى ماجنيتسكى، الذى كان يعمل لحساب إحدى المؤسسات الاستثمارية الغربية، توفى بأحد السجون فى العاصمة موسكو عام 2009، أثناء حبسه احتياطياً على ذمة التحقيق بتهمة التهرب من دفع ضرائب تصل قيمتها إلى حوالى 17 مليون دولار، يحظر دخول "منتهكى حقوق الإنسان" فى روسيا، إلى الولايات المتحدة.
وقبل قليل من توقيع أوباما على القانون، والذى كان متوقعاً، قال الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، خلال اجتماع لمجلس المشرعين الروس فى موسكو الخميس، إن رد روسيا على هذا القانون "يجب أن يكون متكافئاً، شريطة ألا يخرج عن الحدود المعقولة"، بحسب وكالة الأنباء الرسمية.
من جانبه، كشف وزير الخارجية، سيرجى لافروف، فى تصريحات للصحفيين أعقبت توقيع أوباما على القانون، عن أنه أبلغ نظيرته الأمريكية، هيلارى كلينتون، أثناء لقاء جمعهما فى دبلن مؤخراً "أننا سنحظر دخول الأمريكيين الذين ينتهكون حقوق الإنسان" إلى روسيا.