صدر عن المركز القومى للترجمة كتاب "علامات أخذت على أنها أعاجيب .. فى سوسيولوجيا الأشكال الأدبية"، وهو كتاب يدرس أدب الرعب والأدب البوليسى بشكل خاص، من تأليف فرانكو موريتى وترجمة ثائر ديب. سبق لموريتى إيطالى الأصل، وهو أستاذ الأدب الانجليزى والأدب المقارن فى جامعة ستانفورد ومؤسس ومدير مركز دراسات الرواية فيها، أن درس الأدب المقارن فى جامعة كولومبيا لسنوات عدة تحت رئاسة إدوارد سعيد. وظهرت الطبعة الأصلية للكتاب عام 1983 وأعيد طبعه عام 2005، وهو الكتاب الذى كرسه كصوت أصيل يمثل انزياحاً حقيقياً فى دراسة الأدب والاجتماع، حيث يتناول فى هذا الكتاب مدى واسعاً من الظواهر الأدبية ومناهج التأريخ الأدبى وغاياته والتراجيديا الإنجليزية. ويخصص المؤلف فصولاً كاملة من الكتاب لدراسة أدب الرعب كما يتجلى فى شخصيتى دراكيولا وفرانكشتين وسواهما؛ والمدينة والشخصية المدينية فى روايات بلزاك، والأدب البوليسى بوجه عام، وخاصة عند آرثر كونان دويل، مبدع شخصية شرلوك هولمز؛ وأدب إثارة العواطف واستدرار الدموع؛ ورواية جيمس جويس "أوليس"؛ وقصيدة ت. س. إليوت "الأرض الخراب"، فيحلل كلاً من التاريخى والبلاغى فى آن واحد، ويفتح حقل التاريخ الأدبى على خطوط كان قد بدأها جورج لوكاتش ولوسيان جولدمان وفالتر بنيامين وثيودور أدورنو، وقبلهم جميعا كانط وهيجل وماركس، وذلك فى حوار مع ما سبق لهؤلاء أن قالوه، وفى نقد لافت له فى معظم الأحيان، وامتدح إدوارد سعيد الكتاب قائلاً "إن ذكاء الكاتب هو الذى يبث الحياة فى صفحاته". وأضافت الترجمة العربية إلى هذا الكتاب ملحقا له أهمية كبيرة، هو دراسة بعنوان "تخمينات حول الأدب العالمى"، كان موريتى نشرها فى فبراير 2000، وأثارت جدلاً واسعاً امتد حتى عام 2003، وهو ما دفع موريتى إلى كتابة رد بعنوان "مزيد من التخمينات" فى أبريل 2003. ومن أعمال موريتى الأخرى "حال الدنيا: الرواية التكوينية فى الثقافة الأوروبية" (1987)، و"ملحمة حديثة: النظام .. العالم من جوته إلى جارثيا ماركيز" (1995)، و"أطلس الرواية الأوروبية 1800-1900" (1998)، و"مخططات، خرائط، أشجار: نماذج مجردة من أجل تاريخ أدبى" (2005)، فيما شارك فى تحرير موسوعة عن الرواية ظهرت عام 2006 عن جامعة برينستون فى مجلدين، فى طبعة مختصرة للطبعة الإيطالية التى ظهرت بين عامى 2001 و2003 فى خمسة مجلدات.