حالة من الخوف سيطرت على أصحاب المحلات الواقعة بالقرب من ميدان التحرير، بل وتوقف عدد كبير منها تماما المحال التجارية عن العمل، بسبب الاضطرابات السياسية مما كبدها خسائر ضخمة. وخلال جولة ل"اليوم السابع" لرصد الحركة الشرائية بتلك المنطقة قال أمير عزمى صاحب محل أدوات كهربائية ومكتبية بالتحرير، إنه يفكر بكل جدية فى عرض محله للبيع، نظرا لانعدام حركة البيع والشراء التى سببتها الأحداث السياسية المتتالية، معربا عن أسفه الشديد لوصول المبيعات التى كان يحققها يوميا 30 ألف جنيه قبل الثورة لتصل إلى الصفر، مؤكدا أنه أصبح من النادر الإقبال على الشراء مما انعكس على الحالة الأسرية لأصحاب المحلات والذين اعتمدوا منذ الثورة على مدخراتهم السابقة للإنفاق إلا أن هذه المدخرات نفدت ولم يعد سوى الإفلاس أو الهجرة إلى خارج مصر خيارا أمام العديد منهم. واستكمل المشهد محمد على صاحب كشك بالقرب من السفارة الأمريكية قائلا، إن حالة السكون التى سيطرت على معظم مناطق مصر ومنها جاردن سيتى تسببت فى خسائر كبيرة، لافتا إلى أنه كان يحقق مبيعات يومية تتعدى 2000 جنيه إلا أن اليوم لم تحقق حصيلة مبيعاته سوى 100 جنيه. وأشار حسن حسنى صاحب مكتب عقارات بحى جاردن سيتى إلى أن الإقبال على إيجار الشقق والمحلات كان يتعدى أحيانا 100% قبل الثورة لافتا إلى الحساسية الشديدة التى يشهدها هذا القطاع العقارى خاصة بالمناطق الحيوية والمركزية التى كانت تسجل أعلى أسعار لتوافد المقبلين عليها خاصة السياح، وهو ما تراجع تماما مسجلا نسبة لا تتعدى 20% مما كانت عليه سابقا، مشيرا إلى انه يتم الآن عرض الشقة للإيجار اليوم مقابل 3 آلاف جنيه بدلا من 7 آلاف جنيه نظرا لحالة العزوف من المؤجرين عن الإيجار واعتبار مصر مؤخرا منطقة أحداث ملتهبة دوليا. وأشار أصحاب المحلات إلى أن قرار الحكومة بغلق المحلات قبل منتصف الليل والذى أرجئ العمل به، نظرا للظروف الحالية لو طبق لم يكن له هذا الأثر السيئ على الأرزاق، لافتين إلى أن حالة القلق والذعر التى تسببها الاضطرابات كانت الأقوى والأكثر مرارة باعتبارها نوعا من الإجبار على الغلق. وقالوا إن الباعة الجائلين هم المستفيد الأول فى مثل هذه الأحداث، حيث إن تحقيق المحلات لخسائر بسبب الغلق يسبب المكاسب للباعة الجائلين مما يؤدى إلى لجوء المزيد منهم إلى الميدان للكسب السهل والسريع وسط الأحداث والمعتصمين والأجواء التى تسود الميدان دون ضوابط.