أقامت الجالية السودانية ليلة أمس الجمعة، احتفالية ضخمة بمقر القنصلية العامة بحديقة السفارة، شارك فيها جميع أبناء الجالية السودانية من جميع أنحاء مصر بدعوة من دار السودان بالقاهرة، وذلك لمناصرة ومساندة الرئيس السودانى عمر البشير ولإبداء استنكارهم ورفضهم لقرار المحكمة الجنائية الدولية باعتقاله وتقديمه للمحاكمة. تضمن برنامج الحفل رقصات فلكلورية شعبية سودانية، وشارك السفير السودانى عبد المنعم مبروك أبناء الجالية السودانية بالرقصات السودانية المعروفة، حيث قاموا بغناء أغانى سودانية وأغانى خاصة تسخر من المحكمة الجنائية والمدعى العام أوكامبو، وبعد انتهاء الفقرة الفنية ألقى عدد من السودانيين والمصريين كلمات سياسية تؤيد السودان فى موقفها ضد المحكمة. وقال رئيس جمعية دار السودان إبراهيم محمد عثمان، إن الجالية السودانية فى مصر تقف صفاً واحداً بكل قوة وصلابة ضد قرار المحكمة الجنائية الدولية، وأضاف أن الرئيس السودانى رمز لدولة ذات سيادة ويتمتع بحصانة الرئيس وفقاً للقانون الدولى، وأن قرار المحكمة هذا كان إهانة ليس فقط لشخصه بل لجميع شعب السودان فى كل مكان، مؤكداً على أن الشعب السودانى لا يقبل بالإهانة قط، مضيفاًً أن قرار المحكمة جائر ولا مصداقية له وليس لها سلطة على السودان، لأن السودان لم يصدق على ميثاقها فى الأممالمتحدة. وأكد عثمان، أن كلاً من الولاياتالمتحدة وإسرائيل قامت بتدويل قضية دارفور عن طريق أكثر من 500 منظمة صهيونية تعمل داخل الولاياتالمتحدة وخارجها للضغط على مجلس الأمن والمحكمة الجنائية الدولية والرأى العام الدولى، مضيفاً بأن جماعة عبد الواحد نور، الذى قام بفتح مكتب له فى تل أبيب فى فبراير من العام الماضى كان من أبرز تلك المنظمات التى سعت إلى تدويل القضية وإعطائها حجماً أكبر منها بكثير، واعتبر عثمان أن من بين المنظمات التى ساعدت على ذلك منظمات الإغاثة الدولية التى اتهمها بالعمالة لأمريكا وإسرائيل وللمحكمة، وأضاف عثمان أن السبب وراء كل ذلك هو إضعاف السودان وتشتته وتدهور أوضاعه حتى لا يصبح قوياً، حيث إنه يعتبر مصدراً هاماً للبترول للعالم كله وسلة غذاء العالم، وأن طمع المجتمع الدولى فى ثروات وخيرات السودان هو السبب وراء القرار، وفى نهاية حديثه وجه كلمة للمدعى العام بالمحكمة الدولية "لويس أوكامبو" قائلاً له "لو كنت رجلاً يا أوكامبو تعالَ وأقبض عليه". قال د.كمال حسن على رئيس مكتب حزب المؤتمر الوطنى الحاكم السودانى بالقاهرة، إن الوطن شماله وجنوبه وشرقه وغربه يحبون السودان، فهذا الوطن بكل مكوناته من مؤيدين ومعارضين تجمعهم مصلحة الوطن ويعملون جاهدين لعدم اهتزازه، وأشار إلى أن الهدف من قرار المحكمة هو إحداث انقلابات داخل السودان وزعزعة استقراره، لكن العالم كله فوجئ بوحدة الشعب السودانى والتفافه حول قائدهم ووقوفهم خلفه مؤيدين له ورافضين المساس به. أكد السفير السودانى عبد المنعم مبروك، أهمية دور مصر بوقوفها بجانب السودان دائماً، مؤكداً أن مصر روضة أفريقيا والسودان عيونها، وأن مصر والسودان شعب واحد يشربون من نيل واحد، وأوضح مبروك أن السودان سيظل موحداً بدعم وقدرة ووحدة الشعب السودانى ودعم الشقيقة مصر والدول العربية له، مشيراً إلى أنه قد قيل فى الأثر "جازى الله الشدائد" مؤكداً أن المخططات والمكائد التى استهدفت السودان لم تنجح لوقوف أهل السودان واندفاعهم على قلب رجل واحد للذود عن تراب الوطن ووجدانه. حضر الحفل نحو 5000 من أبناء الجالية السودانية ورؤساء الأحزاب المصرية وممثليهم وممثلى جامعة الدول العربية وممثلى منظمة العمل العربية وممثلى الأندية والروابط السودانية بالقاهرة. فى نهاية الحفل قامت السفارة السودانية بذبح عجل لعودة البشير إلى السودان سالماً بعد زيارته الأخيرة للدوحة للمشاركة فى القمة العربية، وقيامه بعمل جولات عربية وأفريقية متحدياً المحكمة الجنائية الدولية.