شهد افتتاح القمة العربية بالدوحة، خلافاً جديداً بين العاهل السعودى والرئيس الليبى وأمير قطر، ونجح الرئيس الليبى كعادته فى اختطاف الأضواء، عندما توجه إلى العاهل السعودى برسالة مزج فيها التهجم وطلب المصالحة. والقذافى الذى غالباً ما شغل صحفيى القمم العربية بخطواته وتصريحاته المثيرة للجدل، قاطع أمير قطر خلال إلقائه كلمته فى افتتاح القمة، ليتوجه للملك عبد الله بن عبد العزيز، مؤكداً انتهاء الإشكال بينهما، وإنما بعد توجيه انتقادات لاذعة له، ودعا القذافى الملك عبد الله إلى تبادل الزيارات بينهما بعد سنوات من الخصومة. وقال القذافى مقاطعاً أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثانى "لأخى عبد الله، ست سنوات وأنت هارب وخائف من المواجهة، أريد أن أطمئنك بأن لا تخاف، وأقول لك بعد ست سنوات ثبت أنك أنت الذى الكذب وراءك والقبر أمامك، وأنت هو الذى صنعتك بريطانيا وحاميتك أمريكا"، وتابع "احتراماً للأمة اعتبر المشكل الشخصى الذى بينى وبينك قد انتهى، وأنا مستعد لزيارتك وأنك أنت تزورنى"، وخلص القذافى إلى القول "أنا قائد أمى وعميد الحكام العرب وملك ملوك إفريقيا وإمام المسلمين.. مكانتى العالمية لا تسمح لى بأن أنزل لأى مستوى آخر وشكرا". وعلا التصفيق فى القاعة بعد مداخلة القذافى، وتدخل أمير قطر ليقول "أنا أعتقد يا أخ معمر أننى فهمت خطأ، وأنا أعتذر أمام الإخوة الملوك والرؤساء وأشكرك على كلمتك الموفقة"، وبهذا الكلام أراد أمير قطر أن يعبر للزعيم الليبى عن أسفه لمحاولاته المتكررة والفاشلة لوقف مداخلته، والتى كان يظن من دون شك أنها ستفجر الأجواء مرة جديدة بين الطرفين الليبى والسعودى، وغادر القذافى بعد ذلك القاعة. أفادت مصادر دبلوماسية، أن العاهل السعودى عبد الله بن عبد العزيز غادر القاعة أيضا بعد انسحاب القذافى، وبعد الكلمة التى وجهها إليه الزعيم الليبى، إلا أن العاهل السعودى عاد إلى القاعة بعد قليل، بحسب المصادر، التى رجحت أن تكون عودة الملك عبد الله تمت بعد تدخل من جانب أمير قطر. وتتسم العلاقة بين القذافى والملك عبد الله بكثير من التوتر منذ عدة سنوات، وقد حصلت مواجهة كلامية قوية بينهما فى قمة عربية سابقة، وسبق للرياض أن طالبت فى 22 ديسمبر 2004 من السفير الليبى مغادرة الرياض بعد أن سحبت سفيرها من ليبيا التى اتهمتها بالتورط فى مؤامرة لاغتيال العاهل السعودى عبد الله بن عبد العزيز، عندما كان ولياً للعهد، إلا أن السفير عاد بعد ذلك ليمارس مهامه بعد حوالى سنة، وكذلك الأمر بالنسبة للسفير السعودى، ونفت ليبيا هذه الاتهامات. وفى مطلع يوليو 2005، اتهمت السلطات الليبية السعودية بتنظيم مؤتمر المعارضة الليبية فى لندن الذى طالب برحيل العقيد القذافى، لكن تحسناً طرأ فى العلاقات بين البلدين، حين أعلنت طرابلس الحداد لمدة ثلاثة أيام، وأرسل الزعيم الليبى معمر القذافى مبعوثه الشخصى أحمد قذاف الدم إلى الرياض لتقديم العزاء بوفاة العاهل السعودى الراحل الملك فهد بن عبد العزيز فى أغسطس 2005. وفى الشهر نفسه، أصدر العاهل السعودى عفواً عن ليبيين متهمين بتدبير محاولة اغتياله، عندما كان ولياً للعهد يشمل "ثلاثة ليبيين" منهم ضباط فى الاستخبارات الليبية، بحسب ما أعلنته مصادر سعودية.