صالح: استثمارات هندية جديدة فى مجال صناعة السيارات

قال أسامة صالح، وزير الاستثمار، إنه على الرغم من التحديات السياسية والاقتصادية التى يعيشها المشهد الاستثمارى حالياً بمصر، إلا أن مصر تظل تزخر بالفرص الاستثمارية الواعدة التى تجعلها واحدة من أهم الأسواق الناشئة الجاذبة للاستثمار فى المنطقة، مشيراً إلى أن جذب المزيد من الاستثمارات إلى مصر بات يمثل اتجاهاً وطنياً، حيث تقوم الحكومة المصرية من جانبها باتخاذ كافة التيسيرات والإجراءات التى تستهدف تيسير المناخ الاستثمارى، مشدداً على أن مصر ستظل جاذبة للاستثمار، وتفتح ذراعيها أمام التعاون مع مختلف دول العالم، منطلقةً من مبدأ تبادل المصالح والمنافع، بما يحقق النفع والتطور للاقتصاد الوطنى والمواطنين، مع التزام الحكومة المصرية بالاتفاقيات الدولية، والتى ينبغى على المستثمرين الاستفادة منها، نحو مزيد من التطور والنجاح فى مشروعاتهم وقراراتهم الاستثمارية.
جاء ذلك بمشاركة مجموعة من كبرى الشركات العالمية والصناديق السيادية وكبرى بنوك الاستثمار على مستوى العالم.
وأكد صالح أمام التجمع السنوى الثالث لقيادات الأسواق الناشئة، بمدينة بالى الإندونيسية أن الربيع العربى سيظل يمثل علامة سياسية واجتماعية فارقة فى تاريخ وعمر الدول التى شهدته عبر الثورات التى فجرتها شعوبها، بغية القضاء على الفساد والوصول إلى غد أفضل منشود، محدثةً طفرة اقتصادية تستهدف البناء والتنافس، ناقلاً لجميع المستثمرين العالميين المشاركين فى هذا التجمع الدولى حرص مصر شعباً وحكومة على التمسك بالاستثمار كحلٍ أمثل وأكيد لتحقيق الاستقرار والنمو الاقتصادى والاجتماعى المنشود.
وأثمرت سلسلة اللقاءات التى أجراها أسامة صالح خلال زيارته لإندونيسيا عن الاتفاق على قيام شركة "تاتا" (TATA) الهندية، أحد أكبر الشركات العالمية متعددة الأنشطة، والتى بلغ حجم أعمالها العام الماضى 105 مليارات دولار أمريكى، بالإعداد لإقامة مشروع استثمارى ضخم لها بمصر، تقوم من خلاله بتصنيع بعض أنواع السيارات التى تشتهر الشركة بإنتاجها، فضلاً عن بحث قيام الشركة بالاستثمار فى القطاع السياحى الفندقى، بعد التعرف على أهم الفرص الاستثمارية المتاحة حالياً بمصر فى هذا المجال.
كما التقى أسامة صالح بمسئولى شركة "تيماسيك" (TEMASEK) السنغافورية، والتى تدير أصولا تقدر ب200 مليار دولار أمريكى، وتمتلك العديد من كبرى الشركات السنغافورية العاملة فى مجالات البنية الأساسية والاتصالات وتنمية المناطق الصناعية، حيث أعرب مسئولو الشركة السنغافورية عن اهتمام شركتهم بالاستثمار فى مصر ضمن الاستثمارات المطروحة فى مشروعات تنمية محور قناة السويس.
وعقد أسامة صالح، خلال الزيارة، اجتماعًا خاصًا مع رئيس الصندوق الصينى للاستثمار "China Investment Corporation"، ذلك الصندوق السيادى الذى تبلغ المحفظة المالية التى يديرها أكثر من 400 مليار دولار أمريكى، ويقوم بالاستثمار فى مشروعات البنية الأساسية والخدمات المالية، حيث أكد رئيس الصندوق وجود اهتمام كبير من جانب مؤسسته بالاستثمار فى مصر، خاصةً بعد ما حققته على المستوى السياسى فى طريقها نحو تحقيق الديمقراطية والعدالة الاجتماعية ومناهضة الفساد، وقد اتفق الطرفان على قيام وفد رسمى من الصندوق بزيارة مصر خلال الأسابيع المقبلة، من أجل دراسة المزيد من الفرص الاستثمارية لاختيار من بينها ما يتوافق مع المجالات الاستثمارية والإنتاجية محل نشاط الصندوق.
وعلى صعيد متصل، التقى أسامة صالح بالعضو المنتدب لجهاز قطر للاستثمار، حيث تم خلال اللقاء بحث المشروعات المزمع إقامتها فى مصر والتى من الممكن دخول الجانب القطرى فى الاستثمار بها، وقد أبدى الجانب القطرى رغبته فى الاستثمار بقطاع البتروكيماويات، وكذا بمشروعات الشراكة بين القطاعين العام والخاص، بشرط توافر خبرات فنية وتقنية لإدارة تلك المشروعات، كما تمت مناقشة إمكانية الاستثمار فى مشروعات تطوير ميناء القاهرة الجوى لاستيعاب عدد أكبر من الرحلات، وتحويله إلى مطار محورى للمنطقة.
كما اجتمع أسامة صالح وزير الاستثمار بالعضو المنتدب لشركة "مالتى استرادا Multistrada الإندونيسية، إحدى كبرى الشركات الرائدة فى صناعة إطارات السيارات، وذلك لمناقشة آليات ما تم الاتفاق عليه من إنشاء مصنع لإنتاج إطارات السيارات فى مصر بالتعاون مع الشركة القابضة للنقل والهندسة (ترينكو)، إحدى الشركات التابعة لقطاع الأعمال العام، باستثمارات تقدر ب370 مليون دولار أمريكى، وتستهدف إنتاج 3 ملايين إطار لسيارات الركوب، يخصص 70% منها للتصدير، حيث من المنتظر أن يتيح المشروع 1200 فرصة عمل مباشرة للمصريين، تم الاتفاق على إلحاقهم ببرامج تدريبية متخصصة على خطوط الإنتاج فى إندونيسيا.
وقد استقر أسامة صالح خلال لقائه بالجانب الإندونيسى على توقيع اتفاق الشراكة وبدء تنفيذ المشروع بمصر فى مطلع شهر يناير المقبل 2013، وبحضور وفد رسمى من إندونيسيا للمشاركة فى احتفالية بدء المشروع.