مثل كل يوم استيقظت فى الصباح لتقبل والدها وتطلب منه شراء الحلويات وزجاجة الكولا، ولكن ردينا عبد الرحمن، صاحبة الأربع سنوات لم تكن تعلم أن زجاجة الكولا، التى اشترتها، بها مادة قاتلة وسامة ولولا أن والدها لاحظ أن الزجاجة بها جسم غريب لماتت ردينا بعد تناولها. عبد الرحمن الصاوى، والد ردينا، قرر أن يترك الزجاجة مغلقة كما هى وصعد الموقف وذهب إلى الشركة للإبلاغ عن وجود جسم صدأ فى زجاجة المياه الغازية وكمية كبيرة من الصدأ به، لكن الشركة لم تعبأ به وقامت بتهديده، وهو ما دفعه إلى تحرير محضر رسمى بالواقعة. "عمرى ما هسكت على أن ابنتى كادت أن تتعرض للموت، السم دخل بيتى وفى الآخر الشركة تكلمنى ببلطجة وغطرسة وقلة أدب".. بهذه الكلمات تحدث عبد الرحمن الصاوى، معبراً عن آلامه التى كادت تحدث إذا ما تناولت ابنته المشروب. وأوضح، أن الحكاية بدأت حينما اشترى لابنته زجاجات مياه غازية، ولكنه اكتشف وجود شوائب وكمية كبيرة من الصدأ فى الزجاجة، مضيفاً أن ابنته ذات الأربع سنوات مناعتها ضعيفة وبالتأكيد لولا ملاحظته للصدأ قبل تناولها، لكانت توفيت على الفور بعد تناولها. وقال والد الطفلة: "قررت تصعيد الموقف وأرسلت فاكساً إلى الشركة فى القاهرة، وهو ما جعل أحد العاملين فى الشركة يحادثنى هاتفياً ليعرف أصل المشكلة، فقال لى: "هات لى الزجاجة وإحنا هنديلك هدايا كبديل عنها"، وهو ما أغضبنى ودفعنى للصراخ فيه فى التليفون قائلا: هدايا مين.. ده أنا هعمل لكم مشكلة عشان أرواح الناس عندكم ملهاش قيمة". وأوضح أنهم دعوه لزيارتهم فى الشركة فذهب إلا إنهم لم يفيدوه بشىء وقالوا إن هذا الأمر يحدث كثيراً وهذه أخطاء تحدث أحياناً، وطلبوا منه تسليم الزجاجة إلا إنه رفض تسليمها لهم وقال إنه سوف يبلغ الشركة العالمية، فردوا عليه قائلين: "إحنا بنبلغ الشركة العالمية"، فقلت له "دى مؤامرة بقى"، مضيفاً أن المدير الإقليمى للشركة فى الشرق الأوسط اتصلت به أيضاً وقالت له: إن شركتهم ليست مسئولة عن شىء وأن هذه الزجاجات تصنع تحت بير السلم". وأشار إلى أنه قام بعدها بإبلاغ الشركة العالمية فى الولاياتالمتحدةالأمريكية، ومنظمة الصحة العالمية، وزارة الصحة، وزارة التموين والتجارة الخارجية، مضيفاً أنه فوجئ بأحد الأشخاص من الشركة يهدده قائلاً: "لو مبعتلناش الزجاجة إحنا عندنا 30 بودى جارد فى الشركة ممكن يتعاملوا مع المواقف اللى ذى ده". وأكد أنه قام بعد ذلك بتحرير محضر رقم 6834 بتاريخ 4 أكتوبر 2012 قسم المعادى، لإثبات الواقعة والضرر الذى كان سيقع على ابنتى والتهديد الذى تلقيته من الشركة وأظهرت لهم أصل الزجاجة وأثبته فى المحضر. وشدد والد الطفلة، الذى يعمل كمستشار قانونى، على أنه سيجعل قضية ابنته قضية رأى عام، مضيفاً أن لديه فريق قانونى من المحامين يعمل على متابعة المحضر ومقاضاة الشركة دولياً أيضاً، مضيفاً أن ما جعله يصعد الموقف هو عدم اهتمام الشركة بالأمر وكأن حياة الناس ليس لها قيمة وكذلك التهديد الذى هددونى به". وأضاف أن شركات المياه الغازية العالمية تكيل بمكيالين، حيث تبعث بالزجاجات المسرطنة إلى الدول النامية بينما تقدم لشعوبها أفضل المنتجات، وهذا نتيجة للنظام العالمى الجديد.