زبائنه على كل لون وطبقة اجتماعية، سريحة البطاطا، أصحاب محلات الشواء، أهالى الريف الذين يقصدونه لشراء الأفران الصاج " الحاج مصطفى البيه الرجل الثمانينى الذى يعمل فى تشكيل الصاج عندما كان فى العشرينات من عمره، ورث المهنة عن أجداده، تعلم فى فرن البطاطا فهو يقوم بعمل فرن البطاطا منذ نعومة أظافرة مع والده، له أحلام كثيرة فى مجال المهنة، ويتمنى أن يقيم متحف لأعماله فى منطقة الحسين، لتكون مزارا سياحيا يضع فيها فرن البطاطا وأفران الشواء التى ابتكرها وقام بإدخال تجديدات لها وقطع الساج الذى قام بتشكيلها على مدى عمر مهنته.. يحكى لنا الحاج مصطفى تاريخ المهنة فيقول قام أجدادى بعمل الأفران أولا من الطوب الأحمر ثم تطور بهم الأمر إلى أن أصبحت من الصاج، دخلت هذه المهنة مصر منذ عام 1927 وكانت الأسر الغنية هى التى تستطيع عمل فرن وبوتاجاز من الصاج، حيث نقوم بعمل شكل مربعى به فتحات يضع بأسفله الباجور القديم ويصبح مثل البوتاجاز، أما الآن أصبحت هذه الأفران للغلابة التى لا تستطيع شراء بوتاجاز، أو لسكان الريف الذين استعاضوا به عن الفرن البلدى المصنوع من الطوب اللبن. وأقوم حاليا بعمل أفران البطاطا والشفطات الهوائية الكبيرة ومداخن الشواء فى المطاعم، وأفران البطاطا للباعة الجائلين الذين "يسرحون بالبطاطا على الكورنيش وفى أماكن المتنزهات". ويضيف مهنتنا يعمل بها عدد قليل يعد على أصابع اليد الواحدة لأن التكنولوجيا دخلت على المهنة بشكل كبير، وليست مهنة عمل الأفران من الصاج فقط ولكن كل المهن الحرفية التى يشتهر بها شارع المعز. ويشير الحاج مصطفى إلى أن المحافظة أيام النظام السابق طلبت منه تغيير نشاط المحل حتى يتناسب مع المنطقة كمزار سياحى يأتى إليه السياح، إلا أننى رفضت لأننى مؤمن بشهرة الأعمال الحرفية التى يأتى إليها السياح بشوق لمشاهدتها، حيث كان يأتى إلى العديد من السياح لمشاهدة وتصوير ما أقوم به ويقوم المرشد السياحى المرافق لهم بشرح ما أفعله، ومنهم من طلب منى عمل فرن صغير يأخذه معه كتذكار. وكل ما أحلم به أن أقوم بعمل هذا المحل مزار سياحى لتاريخ صناعة الأفران فى مصر وأقوم بعمل كل هذه الأعمال وأشرحها لمن يأتى إلينا هنا، فالمهن الحرفية لها شهرة كبيرة عند السياح ويقبلون عليها، فلماذا نعمل نحن على إلغاء هذه المهن التى تميز الصانع المصرى؟.