بعد ما يقرب من عام وثلاثة أشهر من صراع زكى مع المرض، انتصر السرطان على أحمد زكى فى معركة قوية على سريره بمستشفى الفوائد بمدينة السادس من أكتوبر، وجاءت وفاة فتى السينما المصرية والعربية الأسمر قبل يومين من الذكرى السنوية الثامنة والعشرين لرحيل أخيه، كما كان يسميه، العندليب الأسمر عبد الحليم حافظ "الذى توفى فى الثلاثين من مارس عام 1977"، وكان زكى قد أوصى بتصوير جنازته لتكون جزءا من أى فيلم يعد عن عبد الحليم، شبيهه فى رحلة الصعود إلى النجومية وفى اليتم وفى المرض فى أواخر أيامهما. المرة الأولى التى التقى فيها الفنانان الراحلان أحمد زكى وعبد الحليم حافظ كانت أثناء عرض مسرحية "مدرسة المشاغبين" فى بداية السبعينيات، حيث ذهب حليم لمشاهدة العرض ورؤية صديقه عادل إمام، وبعد انتهاء العرض ذهب حليم إلى إمام وقال له أريد مقابلة هذا الولد الأسمر، وساعتها قال حليم لزكى "سوف يكون لك شأن كبير فى عالم التمثيل"، ووعده بالعمل معه فى فيلمه القادم وقتها بعنوان "لا"، ولكن عبد الحليم مات قبل أن يستطيع عمل هذا الفيلم. وقد ربطت شبكة العلاقات التى كونها زكى فى القاهرة بينه وبين عبد الحليم بطريقة غريبة، فقد أصبح صديقا وابنا روحيا مقربا للشاعر الراحل صلاح جاهين الذى كان يتبنى بالمثل الراحلة سعاد حسنى التى قدمت مع زكى عدة أعمال فنية هامة، وكانت حبيبة عبد الحليم. وفى الشهور الأخيرة من حياة زكى عندما كان يبدى البعض دهشتهم من إصرار زكى على تقديم شخصية عبد الحليم، كان يفسر لهم الأمر بكلمة واحدة "عبد الحليم أخويا"، وعندما ذهب زكى إلى لندن للعلاج أول مرة اكتشف أن الطبيب الذى يعالجه كان طبيب عبد الحليم حافظ أيضا. وعندما سئل أحمد زكى ذات مرة عن سبب ميله وإصراره على تمثيل الشخصيات التاريخية مثل: عبد الناصر والسادات وعبد الحليم حافظ، فقال ضاحكا "وسوف أمثل دور أم كلثوم أيضا"! ويرجع السبب فى ذلك أن زكى كان يؤمن بأنه يستطيع أداء أى دور وأى شئ حتى لو كان الغناء، وكان يستمتع بالفعل بأداء بعض الأغنيات فى أفلامه، وهو يعرف أنه لا يتمتع بمواصفات المطرب، ولكن إيمانه بموهبته التمثيلية كان يجعله يصدق أنه قادر على الغناء.