دائما حبات الماس النقية اللامعة تكون مدفونة وسط الصخور ومثل الأبطال الأسطوريين الحالمين كان هناك عاشق ومعشوقة العاشق ظابط صغير أمن بحبيبته وأمن بموقفها وعروبتها، وأن حبات ترابها أغلى من ماسات العالم ولآلئ الدنيا والمعشوقة هى أم الدنيا بلد الحضارة...... مصر أقسم بين يديها أن يحميها ويسهر على راحتها ويصون شرفها وكرامتها وعندما تعرت مصر وبكت فى نكسة 1967 صرخت علية باكية تعالى يا بنى استر عرضى وطهر ترابى من الأنجاس والخونة جاء سعد الدين الشاذلى القائد الحلم المخطط المحنك وبكل صبر الدنيا كتم دموعة داخل ماقيية، وسهر الليل مع النهار يخطط ويرتب ويراقب فى صمت مع أولاده وجنوده. 6 سنوات كاملة عاشها هذا العاشق يكفكف دموع حبيبته، ويهون عليها الأيام، كان الأيام يملأ قلبه أن الفجر بالرغم من الليل الحالك وسمى خطته المآذن العالية كى يبارك الله خطواته، ووضع خطة ما زالت تدرس فى كل أكاديميات الدنيا، فهو عاشق يهتم بالتفاصيل والأشياء الصغيرة لأنها فى المعركة سوف تكون كبيرة وفى الموعد المحدد يوم 5 أكتوبر ذهب العاشق لحبيبتة يقبل جبينها وينظر فى عينيها الحزينتين قائلا لها غدا، سوف أهز الدنيا وأرجع لكى بشرفك وكرامتك... لم تصدقة الحبيبة فالانكسار كان أقوى ولكن العزم فى عينى الشاذلى كان رهيبا وتأتى ساعة الصفر، ليحقق البطل المغوار أسطورته ويحقق الانتصار الفذ والصعب ويعود لحبيبتة بتراب سيناء، مهر وقمر من لياليها الطاهرة. ولكن على قدر الانتصار الفذ....يكون الانكسار الصعب ويتآمرون على العاشق ويعزل فى أوج انتصاره ومجده وكل جريمته أنه محب وعاشق وصادق ولأنه محب وفى وعاشق شجاع صبر فى محنة العزل وانطفأ الأضواء من حوله وتركه مهمل لنسيان الزمن والتاريخ وبعد 39 سنة بعد أن مات ولم تستطع حبيبته أن تودعه جاءت لتضع على قبرة وزية العسكرى أغلى عقد لديها.. قلادة النيل لكى نقول من جديد أننا فقدنا قصة حب أسطورية بين حبيبة أسيرة وقائد عسكرى شجاع وهب وطنه كل حياته والله لا يضيع أجر الصابرين إلى جنات الخلد يا شاذلى يا من علمتنا كيف نحب أوطاننا