أكد منتصر الزيات مقرر لجنة الحريات بنقابة المحامين، على ضرورة أن تكون الرغبة فى الإصلاح تنطلق من أجندة وطنية داخلية، مؤكدا عدم قبوله من الخارج على دبابات المستعمر المتربص بالبلاد العربية، كما شدد على رفض أن أى إصلاح على يد عملاء الخارج حاملى أجندته وأخلاقياته منبتة الصلة عن الأخلاق والدين. جاء ذلك خلال ورقته التى قدمها أمام "المؤتمر الوطنى الثانى لتأصيل الفكر التنويرى عند الشباب" الذى أختتم أعماله مؤخرا بالعاصمة الأردنية عمان، بمشاركة 500 من العلماء فى الأردن الوطن العربى، حيث يشارك الزيات للمرة الثانية على التوالى وألقى كلمة المشاركين، وطالب فى الورقة التى قدمها بعنوان "أهمية تأصيل الفكر التنويرى لدى الشباب.. وتعزيز قيم الحوار مع الآخر من منظور إسلامى"، أن تستحضر مؤسسات الحكم العربية مقومات الدولة العادلة ورعاية مواطنيها ورضاهم، وأن فالشعوب لن تقاتل خلف الحكام المستبدين، ولن ترضى الشعوب عن حكامها إلا بضمان نزاهة الحكم وشفافيته وعدم تربحه من قوت الشعب، بجانب توفيرهم الأمن. واعتبر الزيات أنه لا توجد طريقة محددة لنظام الحكم ولا اسم بعينه، المهم أن يحفظ حق الشعوب فى اختيار حكامها وعزلهم إذا كانت تلك ديمقراطية فهى أيضا صميم الإسلام، ركز الزيات على ضرورة الحوار مع الشباب ونقل التجارب والخبرات، والحوار الموضوعى من أجل الوصول إلى ضوابط حاكمة لحركة إيقاع المجتمع، مع الانتقال إلى الشباب، وضرب مثلا بما جرى من حوار مع أبناء الجماعات الإسلامية الذين اعتنقوا أفكارا متشددة, واستخلصوا من بنات أفكارهم أحكاما شرعية بالنظر فى الكتب بعيدا عن العلماء أودت بهم إلى الصدام مع المجتمع، وانتهى الحوار والمراجعات الفكرية بشكل قلص منظومة وبنية الفكر المتشدد وأعادت الشباب إلى حظيرة الوسطية والاعتدال. وانتهى المؤتمر إلى عدد من التوصيات، منها تمسك المؤسسات الإعلامية بمبادئ الوسطية والدفاع عنها وتبنيها، من خلال ممارسة الإعلام دوره فى الوقاية والتوعية والتثقيف، تشكيل فريق عمل مهمته صياغة وثيقة عربية - إسلامية ذات مضمون إنسانى وبعد عالمى، والعمل على تطوير التشريعات والممارسات التى تنظم شئون الحياة، من خلال تطوير الشورى والديمقراطية، والاعتراف بحقوق الأقليات العرقية والدينية، واحترام حقوق المرأة وأهمية دورها فى نهوض المجتمع، تحقيقا للمشروع الحضارى الإسلامى. وطالب المشاركون بنقل التجربة الشبابية الأردنية، إلى مختلف الدول العربية، لما تمثله من قواعد تعمل على التطوير الشامل لكافة مكونات الشباب.