كما بدأنا الحديث فى المقالة السابقة، أن علاقة الحب الناجحة يجب أن تحتوى على دعائم ثلاثة؛ العاطفة والمشاعر الإيجابية، ومظاهر الرضا من إشباع الاحتياجات، والتعامل الأخلاقى الجيد، وتكلمنا عن أهمية مشاعر الإنجذاب فى علاقة الحب واليوم سنركز على مظاهر الرضا فى هذه العلاقة، لأنه من المهم أن نحدد فى علاقاتنا ماهية أحاسيسنا و معرفة الأشياء التى تضيف إلينا الفوائد والبهجة والإحساس بالرضا فى هذه العلاقة، فبمرور الوقت فى العلاقة ندرك احتياجاتنا للوصول لحال السعادة وأيضا نعرف ما هى النشاطات التى نستمتع بها مع شريك الحياة. فإذا كانت إحتياجاتك تشبعها مميزات شريكك فأنت أكثر الناس حظا فى الحياة فأحيانا تجد نفسك تستمتع فى التسوق مع شخص، ولكن لا تستمتع معه فى الحديث عن السياسة أو تجد رأيه مفيدا فى مشورة فى الحياة ولكن ليس مفيدا فى نواحى العمل، كما أن سمات الشخصية وقدراتها يمكن أن تجعلك تتجنب مشاركة شريكك فى بعض نشاطات ونواحى الحياة، مثل الشخص الجدلى لا تجد الحديث معه فى السياسة والدين والاجتماع والنقد شىء مسلى وممتع، ولكن إذا كنت من محبى الحديث عن السياسة وشريكك يتميز بشخصية جدلية فأنت وشريكك فى مأزق. فالشعور بالرضا أو الإحباط يتملكنا فى ثلاثة أشكال ومن المفيد أن نعرف هذه الأشكال حتى لا تختلط علينا المشاعر: النوع الأول ندرك فيه تماما الأشياء التى ترضينا أو تحبطنا فهو إدراك واعى للاحتياجات و الأمال والتوقعات المحددة، مثل رغبتنا فى شراء شىء محدد وعندما نحصل عليه نشعر بالرضا وبعدم إستطاعتنا الحصول عليه نشعر بالإحباط. وبالتالى التوقعات التى ننتظرحدوثها من الشريك أو من غيره عندما تحدث تجعلنا نشعر بالرضا وعندما يخالف الواقع توقعاتنا نشعر بالإحباط. أما النوع الثانى يمثل الأشياء التى تسبب لنا الرضا أو الإحباط دون أن ندرك السبب فى ذلك أو نعلم كيفية تأثيرها إلى أن تحدث، فعلى سبيل المثال إذا كانت الزوجة تحب أن يسألها زوجها دائما عن نوع الهدية التى تريدها وعلى الجانب الآخر إذا كان الرجل من النوع الذى يحب عمل المفاجآت ويفضل أن يفاجئها بهديته دون سؤال، فعندما يحضر لها الهدية دون سؤالها تشعر ببعض الإحباط من دون ان تدرك السبب، فهى لا تدرك فى هذه اللحظة أنها تريد من زوجها السؤال عن نوعية الهدية ولكن بعدم سؤالها يسبب لها إحباط مع أنه قدم لها هدية، أما إذا سألها و قدم لها الهدية التى طلبتها وإن كانت أقل قيمة من الهدية الأولى تجد نفسها تشعر بالرضا ولا تعرف أيضا السبب. أما النوع الثالث هو الشىء الذى لا يخطر على بالنا مطلقا أنه سيحدث وعندما يحدث يؤثر علينا بالسلب أو الإيجاب، و مثال على ذلك ان تكتشف بعد مرور زمن من معرفة شخص شىء جديد تعرفه عنه لأول مرة فيسبب لك إما رضا أو إحباط. فعلينا أن ندرك هذه التصنيفات حتى لا يأتى علينا أيام من الرضا التام وأيام أخرى نقول لأنفسنا هناك شىء خطأ ولكن لا نستطيع تحديده، وبوضع كل شعور أو احتياج فى تصنيفه ندرك أسباب حالاتنا المزاجية فلا نرهق أنفسنا أو نرهق من يتعاملون معنا فى التأرجح فى حالات مزاجية متغايرة. وبمعرفة ما يرضينا وما يحبطنا نستطيع أن نحدد لشريكنا خارطة الطريق للسعادة والوفاق وبمعرفة ما يرضى شريكنا وما يحبطة نضع لأنفسنا حجر الأثاث فى بنيان السعادة التامة مع شريك الحياة وعلى كل من الشريكين ملازمة ما يرضى الآخر ويشبع احتياجاته وتجنب ما يسبب له حالة الإحباط قدر الإمكان، وهذه المعرفة تأتى بمرور الوقت و العشرة أو يمكن إختصار الوقت بالمصارحة بما يرضى كل طرف وما يحبطه من أشياء من أجل حياة مليئة بالرضا وخالية من الإحباطات.